لكل أمة ودولة تأريخ وأحداث تنقل من جيل إلى آخر ، منها ما هو مكتوب وموثق، ومنها ما يصدر من أفواه العقلاء والحكماء من معلومات وسرد أحداث.
وربما المعلومة في وقتها ليست بالقيمة وبالأهمية بسبب أنك تعيش الحدث ، بينما في زمن قد تكون المعلومه ذاتها لها قيمة معنوية ومادية لا تقدر بثمن ..
من يحرق ويسرق وثائق أمة ، فقد سرق تاريخها وحضارتها وثقافتها ..
التوثيق هو الوعاء الذي يحوي الانتصارات والانكسارات، والقيم والعادات والرقي والتخلف والدمار والبناء ....
ونحن نخوض حربا شرسة مع عدو غاشم، يسعى إلى طمس التأريخ وتزوير الحقائق وسرقت ما تبقى من تاريخ الأمة العربية والهوية الفلسطينية ليبرهنوا للعالم عن فرضيهم وأكاذيبهم بأحقيتهم في اراضي فلسطين وغيرها ، بهدف السيطرة على العالم بتأريخ مزور ووثائق ليس لها أصل ..
لست بصدد التحدث عن أهمية التوثيق وحفظ الوثائق والمعلومات ، كون الحديث بهذا الجانب لا ينتهي وله من المختصين ما يكفي ..
لقد حظيت اليوم بزيارة الى المكتبة الوطنية الأردنية ضمن وفد جمعية عون الثقافية الوطنية ممثلة برئيسها الاستاذ اسعد العزام ونخبة من الإعلاميين ومن خيرة ابناء هذا الوطن من أعضاء الجمعية الرائدة، لنشارك المكتبة الوطنية باحتفالاتها بعيد الاستقلال ومئوية الدولة الأردنية ،
في حقيقة الأمر لم تكن زيارة عابرة وعادية، بل اعتبرتها زيارة مميزة ذاخرة بالمعلومات ، أمام مديرها وقائدها عطوفة الدكتور نضال العياصرة ، عندما نقول " الرجل المناسب في المكان المناسب" هنا وجدنا الترجمة والمعنى الحقيقي لهذه العبارة.
العياصرة قائد ميداني متمكن يواصل ليله بنهاره ، لديه من الأفكار والخطط كحديقة المكتبة الذي روى ترابها ووردها بنفسه وبسواعد موظفيه، ما أن تصل مدخل المكتبة تذهب روحك وكأنك وسط حدائق من المعرفة ،وجدارية من الوثائق والصور ، وقاعات للعرض ، ارشفة بتقنيات حديثة.
الموظفون عبارة عن خلية نحل من العمل والتنظيم والدقة، كل منه حافظ لدرسة وعمله ، الورقة البالية لها قيمة وطريقة معالجة ..
دائرة المكتبة الوطنية والتي تأسست عام ١٩٧٥ صرح من صروح هذا الوطن ، للمكتبة الوطنية برامج وفعاليات وأنشطة طيلة أيام السنة ،و دور كبير لحفظ تاريخينا وحقوقنا ..
بسواعد محلية ومن المتبرعين الأجلاء، وبدعم من بعض الجامعات منها جامعة البلقاء التطبيقية وغيرها، استطاعت أن تنهض وترمم ما يمكن ترميمه ، لتقف شامخة كجبال الشراه .
علينا أن نفخر بمنجزات وطننا ، علينا أن ندعم هذه الصرح ولا نبخل بأي معلومة ووثيقة ، فهذه الوثائق هي امانة في اعناقنا لأجيال قادمة ..
صروح وطنية ثقافية نعتز بها ، ولكل المخلصين من أبناء هذا الوطن دعم هذا الصرح الثقافي والعلمي والتاريخي بجميع أشكال الدعم ، ونشكر الحكومة على حسن اختيارها لإدارة هذه المكتبة الغالية علينا جميعا.
فعلا انها دائرة الأحوال المعرفية ، فعلا بأنها حديقة للتلاقح المعرفي ..
وودت لم تنتهي الزيارة بشكل سريع ، تعلمنا الكثير الكثير ..شكرا للمكتبة الوطنية والعاملين عليها ولجمعية عون الثقافية الوطنية كل التقدير ..الفخر بالانجازات واجب وطني..
*وتمثل وفد الجمعية بالإضافة إلى رئيس هيئتها الإدارية الأستاذ أسعد العزام كل من الزميلات والزملاء:*
*1-عطوفة الأستاذ محمد الطراونة عضو الهيئة الإستشارية والتوجيهيه*