لقد كان يوما حافلا بالعز والفداء والكبرياء ، رجال إرادتهم وهمتهم عاليه أعادوا تنظيم قوتهم ولملموا جراح وكارثة عام ٦٧ ووقفوا كالجبال في جنبات الوادي المقدس ، يصدون ويمنعون المتغطرسون الذين لم يمنعهم تهورهم ووحشيتهم من اخذ قراراهم اللعين في إجتياز النهر الى الاردن الحبيب .
جنود لا تزال اسماؤهم وارقامهم العسكرية وارقام اسلحتهم ومدافعهم ودباباتهم وآلياتهم معروفة لدينا ، ومدونة في سجلات القوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي ، ونعرف اين ربضوا واين كان الجندي عواد والعريف محمد والرقيب سليمان والملازم عطوة والرائد قاسم والنقيب زيد …. الخ لان ذلك من اساسيات تعليمات الحرب ، ونعرف كل برقية وامر عمليات تم ارسالة مكتوبا او شفويا ونعرف ما هي مهمتهم وكم من الوقت مطلوب منهم ان يصدوا العدو وينهكوه ويوقعوا به الخسائر قبل ان يصل الى المواقع الرئيسه ليتم القضاء علية ، واين هي مواقع المدافع وما هي الخطط الرئيسه والبديلة واماكن التعزيزات والاسناد الناري والاداري ….. الخ من المصطلحات العسكرية التي لا يعرفها الكثير ممن لا يعرفون معركة الكرامة ولم يسمعوا بها الا من افواه واقلام لا تعرف الحقيقه او تتجنبها .
نعرف القاده والجنود واهل القرى والمناطق التي استهدفها العدو في ذلك اليوم المبارك ، وندرس بطولاتهم وشجاعتهم وطريقة صمودهم الى يومنها هذا وميادين تدريبنا ومدارسنا العسكرية تسمى باسمائهم لنستمد منهم العزيمة .
هل تعلم ايها الكاتب المبجل ان تزوير الحقيقة على الاموات قد يمر مر الكرام ولكن على الاحياء يصعب ذلك حيث لا يزال الكثير ممن قاتل من ابطالنا يزورون تلك الخنادق والمرابض واماكن استشهاد زملاؤهم واماكن تدمير اليات العدو ودباباتهم ، انهم أبطال الكرامة ابناء الجيش العربي الذين لا زالت صرخاتهم ، وتكبيراتهم واصوات مدافعهم وبنادقهم وطعنات حرابهم مغروسة في عقول من حاولوا دخول عرينهم ، ورغم السنين الطوال لا زالوا فينا وسيبقوا ما حيينا .
لقد صنعوا وطنا وضحوا بانفسهم ، وأعطونا ارضا وكسروا اسطورة جيش سمى نفسه الذي لا يقهر ، واعادوا كرامة الأمة ، واعطوا أملا لمن فقده ، وطريقاً لبناء جيش ووطن استظل في ظلال ذلك النصر . ولا زال هذا الوطن يخوض الكرامة تلو الكرامه في وجه من تربصوا بالوطن ، كرامة في وجه من يحاولون ان يزعزعوا أمنه تحت مسميات رسمها لهم تجار الاوطان وبائعوا الكلام واصحاب اقلام الفتنه ، وكرامة في وجة الارهاب ومسمياته ، وكرامة على طول حدودة ، وكرامة لمكافحة الوباء وكرامة بوجة الجهلة والحاقدبن …. وكرامة …. وكرامة لتستمر المسيرة ويبقى هذا الحمى الهاشمي عزيزا قويا منيعا بأرضه وشعبه الأبي وقيادته الهاشمية المظفرة . رحم الله الحسين الباني بطل الكرامة ورحم شهداء الكرامة وشهداء الوطن وسلام على ارواحكم الزكية ونعتذر لكم ان حاول البعض تزوير الحقيقه لغاية في نفس يعقوب والسلام .