اكد الاستاذ الدكتور احمد خصاونة رئيس جامعة اربد الاهلية ان التعليم هو احد اهم ركائز الامن الوطني الشامل لدعم نهضة الدول وتطورها , حيث اصبحت مؤسسات التعليم بمختلف انواعها ومستوياتها مراكزا للتطوير والتنوير والتغيير والبناء الاجتماعي والثقافي لتحقيق التنمية المستدامة , فالتعليم العالي ركيزة اساسية وجوهرية في النمو الاقتصادي والسياسي وتحقيق الرفاهية والرخاء للمجتمعات و الجامعات تعتبر مؤسسات انتاجية تزود المجتمع بالقوى البشرية والعقول المفكرة والايدي العاملة الماهرة والطاقات .
وبين ان التعليم العالي المطلوب لهذا القرن هو تعليم تخصصي شامل , حيث نجحت العديد من دول العالم في ربط التعليم بمتطلبات التنمية , فلم تعد الامم تقاس بمساحة اراضيها او بعدد سكانها , او بما تملكه من ثروات طبيعية , ولكنها اصبحت اليوم تقاس بما تملكه من معرفة متطورة وثقافة متقدمة , وثروة بشرية متعلمة قادرة على استثمار التكنولوجيا , وعلى الانتاج والابداع , وفي الاردن الذي اصبح دوره التعليمي دورا فاعلا في المنطقة لما عرف عن نظامه التعليمي من جودة عالية جعله محط انظار واعجاب في المنطقة والعالم , وهذا يعكسه اعداد الطلبة الوافدين الذين يدرسون في الجامعات الاردنية , ومن هذا المنطلق فان الاستثمار في عملية التعليم هو استثمار حقيقي بشري " اي صناعة متعلم " بمواصفات العصر التي تقتضي البعد عن الجمود والتلقين , والانتقال الى التعلم القائم على الاكتشاف والتقصي والتحليل والاستنتاج وتوظيف التكنولوجيا وصولا للتعامل مع المشكلات وحلها .
وبين كذلك ان قطاع التعليم في الاردن شهد نموا ملحوظا بعد زيادة عدد مؤسسات التعليم العالي واعداد الطلبة المسجلة واعضاء هيئة التدريس واعضاء الهيئة الادارية , حيث بلغ عدد الجامعات الرسمية حاليا 10 جامعات حكومية و16 جامعة خاصة و44 كلية جامعية وكلية مجتمع بالإضافة الى جامعة اقليمية واحدة وجامعتين منشأتين بقانون خاص , وبلغ عدد الطلبة الموجودين حاليا على مقاعد الدراسة حوالي 348 الف طالب وطالبة واعضاء هيئة التدريس 12 الف , ومن هنا كان لا بد من تظافر الجهود لاعادة الالق للتعليم العالي الاردني من حيث التقييمات والمقاييس الولية فبعدما كان يشار بالبنان لمؤسسات وخريجي التعليم في الاردن اصبح هناك ضعف في القدرة على المنافسة الاقليمية والدولية جراء الفجوة الكبيرة الحاصلة في التقدم العلمي المتسارع والكبير .
واشار الخصاونة الى ان جلالة الملك عبدالله الثاني في الورقة النقاشية السابعة اكد على اهمية الوصول الى نظام تعليمي حديث يشكل مرتكزا اساسيا في بناء مستقبل مزدهر , وضرورة الاعتراف بالتحديات وبذل الجهود للتغلب عليها , حيث حملت الورقة النقاشية عنوان " بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الامة " , ولذلك لابد من اعادة بناء قدرات البشرية من خلال منظومة تعليمية سليمة وناجعة تتطلب استثمارا في التعليم .
واضاف قائلا : اننا اليوم وجب علينا اعادة النظر في اساسيات واسس القبول والغاء البرامج الاكاديمية التقليدية المشبعة ، وضرورة التوجه الى استحداث تخصصات تكنولوجية وتقنية جديدة مع ضرورة توفير البنى التحتية المناسبة اضافة الى تأهيل اعضاء هيئات تدريس مناسبة لتدريس هذه التخصصات الجديدة , وكذلك مدى ملائمة التخصصات العلمية لمتطلبات سوق العمل ومدى ملائمة سوق العمل للتخصصات الجامعية، فالتخصصات التي سيحتاجها سوق العمل الحالي والمستقبلي مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السبراني وعلم البيانات وريادة الأعمال، وأن تأهيل الخريجين في هذه التخصصات يعتبر جوهر الاقتصاد الوطني ومحور العملية التعليمية وعنصرا أساسيا في التنمية الاقتصادية الشاملة .
واختتم الخصاونة اننا نتطلع بكل امانة ومسؤولية الى تطوير الخطط الدراسية للتركيز على الريادة والإبداع وإنشاء حاضنات الأعمال والتكنولوجيا، لتحفيز الطلبة على العمل الريادي وتأسيس شركاتهم الناشئة، إضافةً إلى إكسابهم المهارات المهنية والتقنية لترفع من ميزتهم التنافسية وكذلك لا نشاء مشاريع ريادية حديثة للشباب الخريجين من هذه الجامعات بدراسات جدوى اقتصادية تقلل من نسب الفشل لهذه المشاريع, وكذلك يجب تحديد الأولويات البحثية الوطنية للمرحلة المقبلة التي تناسب الظروف التي يمر فيها الأردن وتلبي حاجات المجتمع وتعكس الاحتياجات والمشاكل التي تواجهها القطاعات الاقتصادية المختلفة ومنها (الزراعة الحديثة، الغذاء، الدواء، المستلزمات الطبية). والتعاون بين جميع القطاعات لدعم البحث العلمي ودعم المشاريع الابتكارية , وكذلك يجب علينا ان نعمل على الفاقد او الضائع التعليمي وهذا المصطلح بدأ يطفو جراء التعليم الالكتروني وضعف الخطط الدراسية احيانا، وهنا لابد من وجود سياسات واستراتيجيات تراعي هذا الفاقد التعليمي، بحيث لا يكون كبيرا يؤثر على اعداد وتأهيل الطلبة وقدرتهم على المنافسة في الاسواق الإقليمية والعالمية .