اكد الاستاذ الدكتور محمد إسماعيل الوديان رئيس جامعة عمان العربية ان الجامعات الخاصة موجودة في معظم دول العالم وتنافس الجامعات الرسمية بشكل كبير جدا في مختلف الجوانب وفي بعض الاحيان تحتل الجامعات الخاصة المقدمة في تلك البلدان , الا انه يسجل تحفظا ليس على المسمى وانما على المفهوم السائد والممارسات المرتبطة به والمترتبة عليه في الاردن .
وبين الوديان ان المشكلة الاساسية في الاردن في معظم شؤون الحياة بما فيها التعليم عموما هي مشكلة ادارة . وعلاقة ذلك الوطيدة بمفهوم التخطيط ببعده الاستراتيجي , وان المشكلة لها اطار عام بدونه ستبقى الامور في حلقة مفرغة خصوصا وان جوانب هذا القطاع تتميز بالواقع بانها مركبة ومعقدة الى حد كبير , وذلك بحكم التشعبات والمدخلات التي تؤثر فيها , حيث ان تبني اي اطار مدروس للتعليم العالي عموما والخاص تحديدا سيؤدي تلقائيا لحل الكثير من التحديات التي تواجه هذا القطاع الهام والحيوي الذي كان يتمتع في الأردن بمسموعية متميزة على مدار عقود.
وتطرق الوديان للحديث عن اربعة مستويات تتعلق بالتعلم العالي الخاص , حيث ركز في المستوى الاول على الدولة الأردنية وهو " المستوى الوطني الأشمل " من حيث وجود رؤية للدولة وخطوط استراتيجية عريضة كما يتجلى ذلك بالأوراق النقاشية لجلالة الملك، على سبيل المثال. والمستوى الثاني وهو قطاع التعليم العالي الأردني " الوزارة ومجلس التعليم العالي" : من حيث وجود خطة استراتيجية تقود القطاع (2019-2021) وتوجه دفته بطريقة علمية بعيدا عن طريقة الفزعة وضياع المصادر المتاحة مصحوبة بخطط تشغيلية على مختلف المستويات إضافة لخطط علمية لإدارة المخاطر بمختلف أنواعها (تخفيف العمل بنظام الفزعة). وينبغي أن تعزز هذه الاستراتيجية توجهات الدولة بل ويجب أن تشتق منها SWOT ANALYSIS .
اما المستوى الثالث فهو قطاع الجامعات الرسمية والخاصة ذلك أنه يصعب الفصل بينهما من وجهة نظره بخصوص الواقع والتحدي والطموح لكثرة أوجه التشابه والمشترك بينها وإن كان هناك درجة من التفاوت بينهما في بعض الجوانب والتفاصيل. كلها مؤسسات تعليم عالي وطنية لها رسالة وتعمل في نفس النطاق والفصل بينها في كثير من الجوانب قسري وغير مبرر ويؤثر سلبا على منظومة قطاع التعليم العالي الوطني برمته. وعلى الجامعات كافة وضع خطط استراتيجية تعزز خطة وتوجهات الوزارة ومجلس التعليم العالي كموجه لدفة التعليم العالي الأردني , والمستوى الرابع الجامعات الخاصة الواقع والطموح والتحدي: إضافة وخلق قيمة وعلاقة ذلك بالتأثير على الاستعداد لزيادة الدفع (المستهلكWTP ) والاستعداد للبيع (المزود WTS ) محليا ولكن الأهم الطلبة الدوليون.
وبين ان المقارنات المرجعية تأتي من خلال الوصول للممارسات الفضلى إضافة لتعزيز التميز خلق ميزة تنافسية من خلال "التميز" و/أو "التكلفة" والتركيز على ما يسمى ب Trade Off لخلق نوع من "التمايز" وبالذات في الجامعات الخاصة والبعد عن ممارسات "الدكاكين" أي نسخ/لصق , والجامعات الحكومية : كليات الطب سواء كان ذلك على مستوى التخصص أو المؤسسة (الجامعة): بحثية، تدريسية، شاملة، تقنية، جامعة شركة البوتاس الفوسفات الخ , وهنا نؤكد ان الجامعات الخاصة تتميز بأنها تتبع اقتصاديا أسلوب التحليل "المالي" أي الربح , فيما تتبع الجامعات الرسمية ما يعرف بالتحليل "الاجتماعي الاقتصادي."
واضاف ان من اهم التحديات التي تواجه التعليم الخاص هو عدم تفعيل مفهوم اقتصاد المعرفة ووجود ضعف كبير في هذا المجال الذي يشكل التوجه المستقبلي للتعليم ولاقتصادات العالم في المستقبل للعشرين سنة القادمة , التركيز على المهارات وحاجات سوق العمل وتعديل أساليب التدريس : التفاعلي , عدم وجود تدابير لضمان جودة أهم مدخلات التعليم العالي في الأردن ألا وهو التعليم العام المدرسي الذي يقضي فيه الطالب 14 سنة بينما يقضي في المتوسط 4 سنوات في الجامعة ليخرج لسوق العمل , تعزيز استقلالية الجامعات. ما يميز الأكاديمي الناجحة هي الحرية (liberty) , التوسع العمودي والتوجه نحو التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد بالكامل مع "ضمان جودة" المخرجات , ضعف منهجيات التسويق وبالتالي صعوبة استقطاب طلبة خاصة من خارج الأردن , عدم مواكبة معايير الاعتماد والجودة لمتطلبات العصرية والمتغيرة وتأثير لك على اعتراف الدول بالدرجات الصادرة عن هذه الجامعات , الوضع الاقتصادي الصعب وانعكاس ذلك على الملاءة المالية للجامعات وعلى فرص الطلبة في الحصول على عمل .
واختتم الوديان انه من الضروري البدء بإدراج الجامعات الخاصة في إجراء القبول الموحد , وإيجاد مصادر دخل إلى جانب الرسوم .