مندوبةً عن صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم، رعت صاحبة السمو الملكي الأميرة سمية بنت الحسن المعظمة رئيس الجمعية العلمية الملكية، حفل اختتام المشروع الأول من برنامج التعليم السوري / الأردني الذي تديره الجامعة الألمانية الأردنية والممول من الاتحاد الأوروبي من خلال الآلية الأوروبية للجوار والصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي استجابة للأزمة السورية (صندوق مدد).
وفي كلمتها الافتتاحية، نوهت سموها خلال الحفل الذي نظمته الجامعة عن بعد إلى أهمية هذا المشروع وعرضت عددًا من أهم الانجازات التي حققها منذ بدايته في العام 2015 كتخريج 700 طالب وطالبة بمؤهلات عالية تمكنهم من دخول سوق العمل.
كما أكدت سموها بان التوازن بين الباحثين من اللاجئين والمجتمع المضيف يُعدُّ مفتاحًا لنجاح هذا المشروع و يؤكد على الاهتمام المشترك باستغلال الفرص المتاحة وقت الشدائد.
وأضافت سموها عن أهمية احتضان الاجيال القادمة وتقديم الدعم اللازم لها، قائلة "لضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة، يجب علينا بذل كل ما في وسعنا لاحتضان جيل كامل من البشرية المثقل بالتحديات التي ليست من صنعه"
وقالت سموها بأن يجب علينا أن لا نقلل أبدًا من الأهمية الحيوية لمنح التعليم العالي للأجيال الشابة وخاصة في خضم الأزمة السورية، مشيرة بأنه في كثير من الأحيان يتم تراجع التعليم بسبب الحروب والهجرة والمجاعات والكوارث الطبيعية أو حتى مسببات أخرى من صنع الإنسان، فالتعليم الجيد والمتقدم سيؤدي في النهاية إلى إعادة البناء والتنشيط. "نحن ندرك جميعًا أن توفير تعليم عالي الجودة للاجئين أمر ضروري حتى لا تحدد هذه الأزمة حياتهم بأكملها، فهم يستحقون فرصة لتحقيق إمكاناتهم الفطرية. نسعى لتوفير بيئة داعمة لخلق مستقبل إيجابي لجيل الشباب القادم الذي سيثري مستقبلنا العالمي المشترك."
وأكدت سموها على دور الأردن الاساسي في احتضان مهمة التعليم للاجئين والأردنيين الأقل حظا، مشيرة بأن الاردن يوفر حالياً خدمات تعليمية لحوالي 145000 طفل وشاب سوري؛ يعيش 20 ألف منهم في مخيمات اللاجئين، بينما يذهب الباقون إلى مدارس حكومية.
وفي الختام، توجهت سموها بالشكر والتقدير للجامعة الألمانية الأردنية لقيادتها هذا المشروع ولشركائها جامعة اليرموك وجامعة الزرقاء وجامعة القدس، كما أعربت عن شكرها للاتحاد الأوروبي على تمويله المستنير للمشروع.
من جهته بين أمين عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مأمون الدبعي في كلمة القاها نيابة عن معالي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور محمد أبو قديس أن الأردن يعتبر مثالا يحتذى به لجميع دول العالم على مدى السنوات الأخيرة الماضية في استقباله للاجئين، وتوفير سبل السلامة والأمن، مؤكداً على أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ستبذل قصارى جهدها لضمان التعليم الجيد المنصف والشامل لجميع اللاجئين المقيمين على أرض الأردن بغض النظر عن جنسيتهم أو جنسهم إضافة إلى تعزيز فرص التعلّم مدى الحياة لهم جميعا، كما أننا على أتم الاستعداد لتقديم كل الدعم اللازم الذي يحتاجه الاتحاد الأوروبي للمضي قدما في أنشطته في الأردن.
بدورها شددت سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن ماريا هادجيثيودوسيو على دور الاتحاد الأوروبي قائلة " "أن التزاماتنا لا تزال كما هي منذ البداية تتمثل بالمساعدة في ضمان تعليم جيل من النازحين السوريين من خلال تمويل متوقع ومتعدد السنوات مع شراكات قوية، لأن التعليم يبقى مجالًا رئيسيًا لمشاركتنا لأننا نؤمن إيمانًا راسخًا بأن التعليم والمعرفة جزء حيوي من العيش بكرامة ومفتاح لتشكيل مستقبل أفضل".
وأكدت هادجيثودوسيو أن "برنامج EDU-Syria" تم تصميمه بشكل تدريجي ليلائم احتياجات الأردنيين الأقل حظاً واللاجئين السوريين على أفضل وجه، أما المشروع الأخير من البرنامج فينفذه اتحاد من الجامعات الاردنية والمنظمات غير الحكومية والدولية ، ويبرز تطورات قيمة فيما يتعلق بالجسور التي سيتم بناؤها بين نظام التعليم العالي وسوق العمل .
وأشارت رئيس الجامعة الألمانية الأردنية الأستاذ الدكتورة منار فياض الى أن برنامج التعليم السوري / الأردني هو قصة نجاح للجامعة لأنه كان سبب في إعطاء الشباب من اللاجئين السوري والأردنيين الأقل حظاً الأردن املأ في إكمال دراستهم وبناء مستقبلهم، حيث أن المشروع الأول خرَّج 397 طالباً في مختلف الدرجات العلمية والتخصصات، وإجمالي خريجي البرنامج هو 1286 طالبا وطالبة حتى الأن.
وثمنت الدكتورة فياض دعم صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم، وصاحبة السمو الملكي الأميرة سمية بنت الحسن المعظمة للبرنامج
، إضافةً الى الاتحاد الأوروبي ووازرة التعليم العالي والبحث العلمي وجميع شركاء البرنامج لدورهم في إنجاحه وتحقيق رسالة التعليم في تحسين نوعية الحياة استجابة لتوجيهات صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله.
كما استعرض مدير برنامج التعليم السوري الأردني الدكتور ضياء أبو طير إنجازات البرنامج بشكل عام والذي قدم حتى اليوم أكثر من 3000 منحة للشباب من اللاجئين السوريين والأردنيين المنتفعين من مؤسسات الدعم الخيرية، لمتابعة التعليم العالي (البكالوريوس والماجستير) أو التعليم المهني أو التدريب التقني، بالإضافة إلى دراسة دبلوم تأهيل وإعداد المعلمين، أو الاشتراك في برامج دعم ريادة الأعمال أو الدورات الإعدادية للانخراط في سوق العمل أو برامج صيفية لطلاب المدارس الثانوية.
واشتمل الحفل الذي حضره رؤساء الجامعات الشريكة والمنظمات على عرض فيديو لنشأة مشروع التعليم السوري/ الأردني وتحدث عدد من الخريجين المستفيدين من البرنامج عن اثر المنحة في تقدمهم وتحسين مستوى معيشتهم.
يشار الى ان برنامج التعليم السوري الأردني هو عبارة عن اتحاد يضم 9 شركاء محليين ودوليين هم: الجامعة الألمانية الأردنية (قائد الاتحاد)، و الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي (DAAD) ، و المنظمة الهولندية للتدويل في التعليم (Nuffic)، وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين ، وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية، وجامعة اليرموك ، وجامعة مؤتة ، وجامعة الزرقاء وكلية لومينوس التقنية الجامعية. كما يتعاون المشروع مع صناديق الدعم الخيرية المحلية: صندوق المعونة الوطنية، تكية أم علي، صندوق الأمان ، وصندوق الزكاة.