مصطلح سحيج هو للذي اذا شبع مدح واذا جاع ذم ، ولا يهمه سوى نفسه اذا اعطي منصب رضي واذا عزل سخط ، لا يهمه من الوطن سوى مصلحته لا كرامة له ولا عزة نفس .
أما الحر فهو ثابت الموقف يدافع عن كل ضعيف لو كان قوي وعن كل ذي حاجه ولو كان غني . والغني هو غني النفس والكرامة والشجاعة .
فالوطن هو هدفه ومستقبل الوطن هو أمله ونهضة الوطن هي عمله والإخلاص له .
وقد يستطيع البعض أن يطمسوا جزءاً من الحقيقة لبعض الوقت، ولكنهم حتماً لن يستطيعوا أن يطمسوا كل الحقيقة كل الوقت، ففي نهاية الأمر سيذوب الثلج وتظهر الحقيقية، وخاصة إذا ما تعلق الأمر بوطن وشعب يستندان إلى إرث تاريخي وحضاري عريق. فالاردن كما أكد جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه في كل كلامه ، ستبقى بلد القانون والمؤسسات وبلداً للحرية والتعايش السمح بين مختلف الأديان والأفكار والثقافات، وهذا الانفتاح سيبقى بإذن الله السمة الأساسية لشعبنا ومؤسساتنا، وسنعمل جميعاً على الحفاظ عليه عن طريق تأكيد التعددية في كل مجالات الحياة العامة، وإننا على ثقة من أن الأيام المقبلة ستعكس الصورة الحقيقية للأوضاع في بلادنا، حيث لا يصح إلا الصحيح.
إن الاردن لم ولن تكون لطائفة ولا لفئة ولا لحزب أو جماعة، إن الاردن هي للجميع ومن الجميع، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن نحافظ عليها في وجه كل محاولات التسيد وإلغاء الآخر والتسقيط وتزوير التاريخ ومحاولات التأزيم لإعاقة عملية الديمقراطية والانفتاح والتنمية لحسابات خاصة لا تستقيم مع تنوع وتعدد وتسامح وانفتاح الاردن.
وها هي الحقيقة تتكشف يوماً بعد آخر بمبادرات جريئة من ملك شجاع، أطلق أوراق نقاشيه هي بمثابة دستور للاصلاح ومحاربة الفساد والنهوض بأردننا الحبيب والخطوات المتلاحقة تؤكد بلا شك الرغبة الملكية الصادقة في الإصلاح والتقدم، وعندما نقول رغبة ملكية صادقة فإننا نعني ذلك تحديداً، لأن هذه الاوراق لم تأتِ نتيجة ضغوط داخلية أو خارجية، وإنما جاءت من ملك سبق عصره حين أطلق مشروعه الإصلاحي الديمقراطي قبل أكثر من سنوات والذي أراد من خلاله أن يبني وطناً حراً وشعباً سعيداً.
إن جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه وبفكره النير وبيده الممدوده دائماً وبقلبه الذي يتسع لكل أبناء الوطن المخلصين، يفتح لنا الطريق واسعاً، ويمنحنا العزم والإرادة، للمضي قدماً نحو الأيام الأفضل والأجمل والأكثر إشراقاً، لنا ولوطننا، هذا الوطن الذي حان الوقت أن نرد له الجميل ونقول: كفى ما أصابه من جراح وألم، فهو لا يستحق ذلك.
عاشت الاردن ... وعشنا لها وحفظ الله جلالة الملك المفدى .