ودعت مصر السيدة جيهان السادات ،زوجة الرئيس الراحل محمد انور السادات بطل الحرب والسلام ، والتي تعتبر أول من حصلت علي لقب السيدة الاولي عقب حكم الرئيس الراحل .
ربما لم تقابل في حياتك امرأة مثلها من قبل ،في هيبتها واناقتها و تواضعها وثقافتها وحبها لهذا الوطن وشعبه وسعيها المتواصل في عمل الخير لضحايا الحروب مثل تأسيسها لجمعية الوفاء والامل لمساعدة ذوي الحالات الخاصة والمحتاجين لاطراف صناعية من ضحايا حرب اكتوبر والمحاربين وغيرها من الحالات الصعبة والتي تجدها دوما في المقدمة . فقد لقبت السيدة الراحلة جيهان السادات بعدة القاب ابرزها لقب أم الابطال نظر لما كانت تقوم به اثناء حرب اكتوبر المجيدة وبعدها ولقبت ايضا بلقب خزينة اسرار الرئيس الراحل انور السادات والتي رافقته في معظم مهامة الداخلية والخارجية المؤثرة في مصر والمنطقة العربية .
وكانت للسيدة جيهان السادات ادوارها واسهاماتها الهامة في الدفاع عن قضايا المرأة ومناقشة وتعديل قانون الاحوال الشخصية لصالح المرأة وتعليم الفتيات . وكانت من المشجعات علي محو امية المرأة ونيل حقوقها في المجتمع .
قدمت السيدة جيهان السادات نموذجا للمرأة المصرية في مساندة زوجها في ظل اصعب الظروف وادقها حتي قادة البلاد لتحقيق النصر التاريخي في 6 اكتوبر عام 1973 والذي مثل علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث واعادة لها العزة والكرامة والمكانة.
يعتبر كتاب " سيدة من مصر " هو ابرز مؤلفاتها والتي حوت علي مذكراتها وقصص وتجارب حياتية رائعة خلال العمل السياسي كقرينة لرئيس الجمهورية انور السادات ،كما كانت لها كتاب اخر بعنوان " أملي في السلام " ويمثل تحليلا ورؤية سياسية لها لما تشهده منطقة الشرق الاوسط من احداث جسام خلال حرب اكتوبر المجيدة وما قبلها وما بعدها .
منحها الرئيس السيسي وسام الكمال نظرا لدورها العظيم في الحياة الاجتماعية ،فضلا عن اعداد جنازة مهيبة لها ، حضرها رئيس الدولة بنفسه وقرينته وقيادات من الجيش والشرطة وتم دفنها بجوار النصب التذكاري وزوجها الرئيس الراحل . فضلا عن اطلاق اسمها علي محور الفردوس وهذا له دلالة كبيرة علي تقدير الدولة للمرأة و لرموزها وان مصر لا تنسي الفضل باي حال من الاحوال لكل مصري وطني اصيل يستحق لهذا التكريم ،وقد تم تكريمها من قبل الرئيس السيسي من قبل .
رحلت السيدة جيهان السادات عن عالمنا عن عمر 88 سنة وهي في قمة العطاء والنشاط والحيوية ،وكان مشهد جنازتها مهيب من حيث كونه اول جنازة رسمية لمرأة يحضرها رئيس الدولة وقرينته ومعظم رجال الدولة ،في هذا تقدير عظيم من قبل الدولة لهذه السيدة الراحلة العظيمة والتي اعطت افضل نموذج لوقوف المرأة بجوار زوجها في اشد الازمات دون ان تنافسه او تقف امامه بالنديه او تنغص عليه حياته، كما يحدث من زوجات اليوم!!