ضمن احتفالات المملكة بمئوية الدولة الأردنية أقامت جامعة الطفيلة التقنية تحت إدارة رئيسها الأستاذ الدكتور الفذ محمد خير الحوارني الذي مثل أجمل صور هذه الجامعة العريقة التي هي في قلب الطفيلة كما أن الطفيلة هي في قلب الجامعة، مما يعكس دور هذه المؤسسة التعليمية العالية في صياغة وتشكيل فكر الشباب نحو مجتمع يتطلّبُ من أبنائه التسلح بسلاح الفكر العلمي والمعرفي والتقني النابض بحب الحياة والعمل على تنمية المجتمع وتقدمه وازدهاره.
إنعقاد مثل هذه المؤتمر في جامعة الطفيلة التقنية تحت عنوان "الأردن والقضية الفلسطينية والقدس" يعكس مدى ارتباط الكُّلِ الأردني بقضيةٍ هي قضيته، فمن شمال الأردن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ترى العشق الأزلي لفلسطين أرضاً وشعباً ومقدسات، حيث روابط التاريخ والجغرافيا والمصير المعمد بدماء الشهداء وروابط العروبة والدين قد شكلت وحدة شعبين معاً وخصوصاً أن كلاً من الأردن وفلسطين كان وحدة جغرافية واحدة وامتدادها التاريخي كان امتدادا عرضياً من عمق الصحراء وحتى سواحل البحر المتوسط. فمن الطفيلة وعلى امتداد البصر ترى جبال الخليل وتتنسم هواء الخليل الغربي نحو الطفيلة، وسيبقى كما كان زيت الطفيلة يشعل قناديل الخليل، فعن أية وحدة حال نتكلم، سوى عن وحدة شعبين شكلا قصة تؤأمة مشتركة وحقيقية حيث لا تقدر لا تقسيمات الإستعمار ولا المغرضين أن تقسم بينه لا طولياً ولا بنيوياً، بل على العكس قدم الأردنيون من كافة العشائر الأردنية من شمال المملكة إلى جنوبها شهداء في سبيل فلسطين التاريخية وأخوة الدم والمصير، واشتشهد الكثير من أبناء العشائر الأردنية مسلمين ومسيحين وبالمناسبة هناك 20 شهيد أردني مسيحي قضوا على أرض فلسطين دفاعاً عن الحق العربي الفلسطيني وعن أقدس المقدسات، والحق يقال ان كل اردني هو مشروع شهادة للدفاع عن الحق الفلسطيني وعن القدس والمقدسات.
قدم في المؤتمر تسعة وعشرين ورقة عمل سوف تقوم الجامعة بنشرها في كتاب، وكان لي شرف المشارك بوقة عن "العلاقات التاريخية بين الأردن وفلسطين"، وقد حضر اللقاء نخبة من أصحاب الدولة وأصحاب الفكر والثقافة وأساتذه جامعات، مما أعطى للؤتمر زخمه الحقيقي من حيث ابراز الإرتباط العضوي بين الأردن وفلسطين، ففلسطين تشكل عقيدة راسخة لدى الأردنيين بعيداً عن أية مزوادت، ومع أن التاريخ لم ينصف الدور الأردني في دفاعه المستميت عن أرض الإسراء والمعراج وأرض الآلالم والقيامة، لكننا سنكتب هذا التاريخ بحقيقته وواقعيته مبرزين هذا الدور الذي لم تقدّم مثله ومثيله أية دولة عربية أخرى.
وسيبقى هذا الدور يشكل رأس حربة سياسية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم حتى تتحق إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 67 والقدس الشرقية عاصمة لها.
والشكر الخاص والقلبي لجامعة الطفيلة التقنية برئيسها وكوادرها التنظيمية في إنجاح هكذا مؤتمر هام تحت رعاية وزير التربية والتعليم العالي والبحث العملي أ. د. محمد أبو قديس في مرحلة دقيقة وحساسة أحوج ما نكون فيها إلى الوقوف على هذه الوحدة الحقيقية التي تشكل صدَّا منيعاً للمخططات التي تستهدف حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن. فالأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين، ووحدة الحال هي وحدة مخلّدة لا تعرف القسمة ولا تعرف إلا لغة الأخوة والوحدة والمصير المشترك.