روى الاعلامي المصري المعروف عمرو اديب في احد فيديوهاته أنه بينما كان جالسا في احد الاماكن العامة في حي الحسين في القاهرة، تقدم منه شخصٌ وقال له: بدي اشارطك على إنه: أنا راح اجري من هون لآخر الشارع وارجع. لما ارجع انت ما حتعرفنيش. بدا واضحا لعمرو من هيئة الرجل وسلوكه أنه مجنون. قبل عمرو الشرط. ركض الرجل عدة مرات ذهاباً وإياباً، وبعد نهاية كل مشوار كان يعيد السؤال على عمرو هل عرفتني؟ فكان عمر يجيبه لا، انت مين؟ وكان المجنون يصدق أن عمرو لم يعرفه فعلا.
هذه الحدوثه تنطبق تماما على حال من يتداولون الكراسي في الاردن وفي العالم العربي هم وذراريهم منذ سبعة عقود. يظن افراد الشلة ان الشعب بلغ من الغباء وفقدان الذاكرة الى درجة أنه ينسى من تسببوا له بالكوارث الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية، وشظف العيش، ونكران حقوقه المدونة في الدساتير سواءا ما اكلته الحمير أم تلك التي لا زالت تنتظر.
يظن زملاء واشباه مجنون حي الحسين أن الامر سيشتبه على افراد الشعوب العربية "فيظنوا ظنا غير آثم" أن الراكضين بين الكراسي أشخاص جدد، وأنهم ابرياء براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب. وبالتالي فإن الشعوب لا زالت تنتظر منهم خيرا، او على الاقل انها تأمل أن يتضائل شرهم كلما انتقلوا من منصب الى آخر.
أؤكد للراكضين والنطاطين، أن الشعب يعرفهم، بعد أن اصبح يعرف أن الخردة يجري تجديدها، وأن المياه العادمة تمرر بمحطات تنقية ليجري اعادة استخدامها. ويعرف الشعب أيضا أن ورش تجديد الخردة ومحطات تنقية المياه في العالم الثالث تنقصها الكفاءة والفاعلية. وينطبق عليها المثل الشعبي: تيتي تيتي، محل ما رحتي، محل ما جيتي.
باختصار: الملا يمكن أن يصبح جديدا.والمستهلكون للمنتجات المروية من المياه المعاد تكريرها يُنبئونَ بما أنبأ به الهدهد النبي سليمان "الخبر اليقين". من طباع البدوي أنه بياخذ ثاره ولو بعد اربعين سنه. قد تنتظر الشعوب فترة اطول، لدرجة انه يُظنُّ أنها نسيت، ولكن الشعوب جميعها تطورت من اصل بدوي. ولم ينمحي من عقلها الباطن كافة صفات البدو ومن بينها الثأر.