النجاح كلمة جميلة تتغنى بها الشفاه، وللنجاح قيمة وثمن تأتي بالمثابرة والعمل ويسطر التاريخ قصصها بحروف مزخرفة.
والنجاح من الأشياء التي يتمناه الجميع، لكن ليس لمجرد ما أن تتنمى شيئا ستحصل عليه بسهولة، لذا يلزم أداء ثمن ذلك سواء بالعمل الجاد والصبر والتضحية أو غير ذلك.
يبدو أن غالبية البشر هم أعداء للنجاح وأن أظهروا غير ذلك، أن تكون شخصاً ناجحاُ يعني أن تبقى دائماً على أهبة الاستعداد لدفع ضريبة هذا النجاح ، فأنت دومأ تحت المجهر مراقب ومتبوع من الكثيرين.
فالنجاح بالوظيفة أو على المستوى الشخصي أو العائلي أو العشائري ، فلا بد يومأ أن تدفع ثمن هذا النجاح.
ودفع الثمن له ألوان وأشكال، أما أن يكون مادياً أو معنوياً ، أو ربما اغتيال للشخصية، والأساليب والطرق متعددة .
أتفق مع مقولة " لا أحد يحب أن يرى أفضل منه سوى ابنائه " وغيرهم بالنسبة له سواسية.
فمجرد ما أن ترتكب خطاً ما إلا ونزلت عليك جميع أنواع الأسلحة الفتاكة، وغازات المسيلة للدموع ، والغرض من ذلك هو التبخيس من نجاحك والتقليل من إنجازاتك وتميزك، وكلما زدت تألقا إلا وارتفعت نسبة منتقديك الهدامين وكثرت الشائعات حولك، فأنت مستهدف على طول مسيرتك الحياتية الناجحة، ولن تسلم من هذا كله أبدا.
مهلا عـزيزي الناجح.. بالرغم من مسيرتك في الحياة بين أشواكها ومساميرها ، ورغم انكساراتك وتحويل الخسارات إلى نجاحات الملأى بالتفوق والبريق .. إلا أن الحسد والحقد هما عنوانان مهمان لأصحابها إذا اكتفى بهما بصمت وهدوء، والكارثة الأخطر إذا تكلل هذا الحقد بالعدائية والمكر ونفث السموم ووضع اﻷشواك بالطريق .
والعدائية هي أعلى درجات السلبية ومرض يحاول صاحبها ضرب أصحاب قصص النجاح من خلال أساليب لا أخلاقية وبدون ضمير بالعمق وفي أرخص الأساليب .
وهم كالأجسام الحارقة المقيتة تحاول تلك الأجسام أن تحرق بريق انتصاراتك ونجاحك الذي صنعته بجهدك وتعبك ومعاناتك وصبرك.
مهلاً عزيزي الناجح المثابر ، سـتدفع فاتورة عالية، تتناسـب طرديأ مع مستوى بريقـك الذي يُراد إحراقه وعندما تصل الى اعلى درجات النجاح والتفوق ثق تماما بان الحسد والحقد والغيرة والتهم والاشاعات ستكون هي ضريبة نجاحك .. وإذا أحببت أن تكتب قصة نجاحك في يوم من الأيام لتكون قدوة لغيرك فاكتب في أول السطور كيف كان الفشل هو سبب نجاحك .
مطلوب من أصحاب قصص النجاح الشموخ والتحلي بالصبر وأن يعيشوا حياتهم الاعتيادية متجاهلين أصحاب النفوس المريضة ، كي يسجّل التاريخ تميزهم، ويبقى أعداءهم في سواد دامس.
وألف شكر لداعمين التميز والابداع ، فإذا كان للنجاح ضريبة غالية الثمن ، فإن للفشل الضريبة الأغلى ، فالمجتمعات لا تبنى بالفشل بل بالابداع والتميز والعطاء ، فلا تكن هداماً .
ف.... صديقنا القس سامر عازر وأمثاله هم من دفعوا ضريبة باهظة الثمن إزاء نجاحهم. وفي نهاية المطاف "