في سبعينات القرن الماضي كان أبو محمد يمتلك سيارة أجرة عمومي ويعمل عليها على خط إربد _ عمان ، وفي أحد الأيام وكعادته انطلق من اربد باتجاه عمان مع الركاب ، وعلى مثلث النعيمة أشار له راكب ، توقف أبو محمد وقال للركاب في الكرسي الخلفي : دبروه عندكم ، حرام الدنيا برد ، اعترض أحد الركاب على تصرف السائق وهذا الراكب كان يرتدي بدلة وكرافة ، كان اعتراضه لكون المقعد الخلفي فيه ثلاث ركاب ومكتمل ، فزجره أبو محمد : لا تفتح ثمك بحرف بده يطلع غصب عنك ! وإذا ضليت تحكي وتبربر ( تحكي كلام غير مفهوم ) ، بفج راسك ( و لوح بمفتاح الجنط ).
سكت الرجل وصعد الراكب ، وانطلق أبو محمد وتابع مسيره إلى أن وصل منطقة سيل الزرقاء ضمن حدود مدينة جرش ، فأشار له راكب آخر ، فتوقف وقال للركاب في المقعد الخلفي دبروه عندكم حرام الدنيا برد ، فعاد نفس الرجل الأنيق ليعترض وكرر أبو محمد تهديده : شو مش رايح تسكت والا افج راسك ، اسكت وما بدي اسمع صوتك ، صعد الرجل الخامس فجلسوا فوق بعضهم البعض وصار كوع هذا بصدر ذاك وعظامهم تكاد تتحطم ، حتى وصلوا إلى وجهتهم عمان ، في اليوم التالي صف أبو محمد سيارته في كراج عمان كعادته بانتظار ركاب لنقلهم إلى اربد لكن الشرطة حضرت وساقته إلى المحكمة لأسباب مجهولة ، رغم صراخه وسؤاله المتكرر لماذا ؟ فكان الرد مختصراً : القاضي بقولك شو عامل ، وعندما وقف أمام القاضي كانت المفاجأة : إنه نفس الرجل الأنيق الذي كان راكبا معه يوم أمس ، والذي أهانه وهدده بمفتاح الجنط ، فقال له القاضي : إيش يا أبو محمد ، بعدك بدك تفج راسي بمفتاح الجنط ؟
فرد عليه ابو محمد: والله يا سيدي امبارح كان مفتاح الجنط بيدي واليوم صار بإيدك ، وانت حر وعكيفك ، وانت ومروتك يا راعي الأوله ، ضحك القاضي حتى كاد يسقط عن كرسيه ، وقال لأبي محمد : روح الله معك ولا تعيدها.
خلاصة الحكي :
إذا صار مفتاح الجنط بإيدك ، طول بالك وهدي شوي وامسح وجهك بالرحمن ، اليوم المفتاح بإيدك ، بكرا بيصير بإيد غيرك والدنيا دوارة.