اذكر أنه عندما كنا نخدم بالمعابر الحدودية وخصوصا مع الضفة الغربية المحتلة حيث كان الكيان الصهيوني هو من يسيطر على هذه المعابر ، كنا نلاحظ ان الذباب في معابرهم يكاد يكون نادرا او معدوما ، وأما بمعابرنا فكان الذباب يضرب بهم المثل بكثر ازعاجهم ومهاجمتهم لأجسادنا ووجوهنا ،حيث كان يقال عن الشخص المزعج والثقيل الدم بأنه مثل ذباب الغور .
ولنعود الى الذباب الذي كان يزعجنا بمعابرنا و لم يكن يزعجنا في المعابر الفلسطينية التي يسيطر عليها الكيان المحتل ، حيث كان قليلا ونادر الوجود ، وعند سؤالنا لهم عن سبب ذلك السر الذي يجعل منطقتين بنفس الموقع يختلف بهما تواجد الذباب من موقع لأخر ، لقد اخبرونا بانهم استطاعوا ان يطوروا نوعا من انواع الذباب الهجين والذين يكون مخصيا بحيث انه يتزاوج ولكنه لا ينتج بيوضا ويموت بعد تزاوجه ، وكان هذا هو السبب في قلة تواجده في معابرهم وكثرته في معابرنا .
ولنسقط حالة الذباب الهجين على الحالة الأردنية مؤخرا ، فالذي كان يزعج بتصريحاته ولايفاته وتحليلاته ، لا نستطيع ان ننكر ان الدولة والاجهزة الامنية استطاعت مؤخرا ان تخصيه بحيث تم كشف حقيقته التي كنا قد كشفناها سابقا وتحدثنا عنها مرارا وتكرارا ، ولكن للأسف كانت هناك شريحة كبيرة من المجتمع الأردني تؤمن بمصداقية هذه الذبابة رغم انها كانت قد كشفت عن حالتها سابقا وعن رخصها وحجمها الذي لا يتجاوز حجم الذبابة ولا يصل سعرها الى اكثر من بضع دنانير .
كنت اتمنى على الدولة ان لا تسجل على نفسها حالة التهاون والتساهل او التسامح مع من يسيء للوطن وللقيادة الهاشمية وخصوصا جلالة الملك والملكة ، أو المؤسسة العسكرية وجهاز المخابرات تحديدا ، حيث تم قذفهم باقبح النعوت والصفات وتخوينهم وتشويه أخلاقهم وواجباتهم الوطنية المقدسة التي نشهد لهم بأن حموا الوطن والمواطن بحسن اداؤهم وانتمائهم .
انا اعلم بأن هذه الذبابة الإلكترونية سوف تنقلب مائة وثمانون درجة بحيث انها سوف تعتذر وتكثر من المديح لكل من اساءت له ، ثم ستنتقل الى مرحلة اخرى آلا وهي مهاجمة الذباب الإلكتروني الآخر الذين لا زالوا يثيرون الفتن وينتظرون ابرام صفقات مماثلة لما تم مؤخرا .
واخيرا وليس أخرا أود أن اقول نحن أبناء الوطن الذين لم نتغير او نتبدل بتعظيم الإيجابيات ونقد السلبيات ، لا نحتاج من هؤلاء الذباب الكتروني او الحشرات مدحا او اطراءات او اعتذارات ، ولا نحتاج منهم أيضا ان يشهدوا خيرا لمؤسسات للوطن أوللقيادة الهاشمية والمؤسسة العسكرية بوطنيتهم او حسن اخلاقهم واداؤهم .
هؤلاء الذين كنا سابقا قد قلنا عنهم انهم توارثوا جينات الخيانة والخسة والدنائة ، هؤلاء الذين لم يتخرجوا إلا من شوارع الليل والملاهي الليلية ، ولم يشهدوا صباحا او طلعة شمس ، واعلى شهادة كانوا قد حصلوا عليها في مجتمعنا ، هو انهم كانوا نصابون ومحتالون وكذابون .
هؤلاء هم انفسهم الديوثون الذين كانوا يديرون الماخورات ويُرّكبون قرون النخاسة على رؤوسهم ، بحيث لم و لن يخرج منهم لا طيبا ولا خيرا ، وشهاداتهم دائما تكون منقوصة و معكوسة ولا يعتد بها لا عرفا ولا قانونا ، بل ان مدحهم واطراؤهم دائما لأي شخص هو اساءة بحد ذاتها .(اذا اتتك مذمتي من ناقص فالشهادة لي بأنني كاملا )
واخيرا أود أن أذكر الشعب الأردني البسيط والمحترم ، انكم في يوم من الأيام كنتم ترون في هذه الذبابة اسدا او ذئبا ، وكنا نقول لكم بأنها ذبابة وحشرة بحجمها حتى وإن كانت مزعجة احيانا ، ولا يمكن ان تؤذي الا من كان قذرا و يعتاش على الاوساخ والقاذورات .