ينظم المغرب منذ سنوات تحدي السباق الشمسي المغربي وهو سباق سيارات تعمل بالطاقة الشمسية من صنع طلبة مختلف الاختصاصات الهندسية، ويشارك فيه شباب من مختلف دول العالم في بادرة تشجع على اعتماد الطاقات البديلة والنظم الأيكولوجية.
أغادير (المغرب) - تحتضن مدينة أغادير منافسات الدورة السادسة من التظاهرة الرياضية "موروكان رايس تشالنج” (تحدي السباق الشمسي المغربي) التي ستجري فعالياتها في الفترة ما بين 25 إلى 29 أكتوبر القادم.
وسيبدأ الرالي من مدينة أغادير، ويأخذ المشاركين فيه عبر جبال الأطلس وجزء من الصحراء في خمس مراحل على مسافة حوالي 2500 كيلومتر قبل العودة إلى أغادير في اليوم الأخير.
وذكر بلاغ للمنظمين، أن هذه التظاهرة الرياضية الدولية، التي تنظم من طرف معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة، تتميز بمشاركة منتسبين إلى العديد من المدارس والكليات ومعاهد البحث من مختلف بلدان العالم.
وستتنافس المركبات التي صممها وطورها وصنعها الطلبة، بفضل الطاقة الشمسية دون استخدام قطرة واحدة من الوقود.
وبات فريق مناجم الرباط للطاقة الشمسية جاهزا للمشاركة في هذا السباق الشهير بسيارتهم الجديدة "إيليآدورا2” والتي تعني هدية الشمس باللغة اليونانية.
ويضم هذا الفريق الشاب، 16 طالب هندسة من تخصصات مختلفة (الهندسة الصناعية، والميكانيكا الكهربائية، والطاقة، وتكنولوجيا المعلومات) الذين انخرطوا منذ سنة 2014 في جهود تطوير هذه السيارة، "في كل سنة، يتولى فريق جديد المسؤولية وتواصل العمل على السيارات التي ابتكرتها الفرق السابقة”.
وأوضحت إيمان عوا رئيسة الاتصال بالفريق، أن تصميم السيارة انطلق في أواخر عام 2017 - أوائل عام 2018 واكتمل في عام 2019، فهذه "السيارة عالية الأداء” أفضل من أي مركبة صمموها حتى الآن، علما وأنها محاولتهم الثالثة لبناء مركبة شمسية يدويا.
وأضافت "أنه بعد الانتهاء من تطوير السيارة، فإننا نحاول باستمرار تحسينها”.
تابعت إيمان أن هناك دائما حاجة للمضي قدما في استعداداتهم للسباقات القادمة. ويوضح مشروعهم الأخير براعتهم وتصميمهم. ووصفت بفخر "استخدمنا تقنيات مبتكرة؛ الغلاف الكامل مصنوع من ألياف الكربون، وقمنا أيضا بتحسين البطاريات والطاقة ونظام القياس عن بُعد. الميزات البارزة الأخرى هي محركها المتميز، والاستقلالية الكبيرة، والخصائص الديناميكية الهوائية، وآليتها الكهربائية المتينة”.ولقد وصل الفريق إلى عدة معالم خلال رحلتهم. لقد احتلوا سابقا المرتبة الثانية في منافسات 2016 و2019 للتحدي المغربي للطاقة الشمسية.
يقوم الفريق بالفعل بعمل ممتاز. في الوقت الحاضر، سيارتهم هي المشروع المغربي الوحيد الذي تم الاعتراف به رسميا من قبل "بريدجستون”، أقوى حدث للسيارات الشمسية وأكثرها شهرة في العالم. قالت إيمان بثقة تامة "نأمل في أن تعبر ‘إيليآدورا2’ المتميزة خط النهاية لمختلف المسابقات حول العالم”.
تعتبر إيمان نفسها محظوظة لتكون جزءا من هذه التجربة المجزية، حيث يمثل "التضامن” و”روح الفريق” القيم الأساسية.
وتهدف هذه المسابقة، التي تعرف مشاركة مركبات تم وضع تصورها وتطويرها وصنعها من طرف الطلبة، إلى إخبار وتحسيس الجمهور بفضائل الطاقات المتجددة وأهمية القيم الأيكولوجية في عصر شهد تلوثا واحتباسا حراريا غير مسبوق، وذلك عبر توظيف مجموعة من الأنشطة التربوية والبيداغوجية.
وتتيح هذه المسابقة، المنظمة لأول مرة سنة 2013، للطلبة الفرصة لتطبيق المعلومات النظرية التي تلقوها، مع الاحترام التام للمحيط البيئي.
وأكد مدير عام معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة، بدر إيكن في وقت سابق، أن سباق التحدي للسيارات الشمسية بالمغرب، بات يشكل موعدا هاما في أجندة الرياضات التي تحترم البيئة، وتساهم في تحسيس الجمهور من خلال أنشطته التربوية والتعليمية.
وموازاة مع هذه التظاهرة، يقترح المنظمون لعموم الجمهور الاستفادة من ورشات بيداغوجية، وألعاب، وحصص تنشيطية، إلى جانب معارض، ونماذج لاختراعات ذات صلة بالمجال الشمسي.
وتم بفضل هذا الحدث، وضع المغرب على المنصة الدولية لسباقات السيارات الشمسية وبالتالي فهو أول بلد أفريقي ينظم مثل هذا الحدث في خدمة الطلاب الشباب والابتكار. وكالات ..