اقترحت في مقال من سلسلة مقالاتي في قضايا التعليم العالي ومعضلة إختيار رؤساء الجامعات، وبعد أن أخفقت اللجان في خياراتها عبر الحقبة الأخيرة لتراجع التعليم العالي، إلا من رحم ربي، أن يتم إختيار الرؤساء من خلال عقل الدولة كما كان يتم في البدايات وكانت الخيارات سليمة، وأنتجت قيادات وأعلام من الأكاديميين نتذكرهم للآن، وسيذكرهم التاريخ، وعلى الهامش مر وسيمر الكثيرين ويطويهم النسيان لأنهم لم يكونوا على قدر المهمة، وأقترحت أيضا أن يتم الأمر بالإنتخاب ولأنه لا يحقق أهدافهم تم تجاهله...!.
عقل الدولة الذي أقترحته هو دائرة الحكم والولاية، الديوان ورئاسة الوزراء، والوزارة المختصة، والنواب والجهات الأمنية المتخصصة بشؤون الجامعات، لتستعيين بخبراء محايدين للإختيار الصحيح، المبني على أسس الكفاءة وحسن الإدارة والمصلحة العامة، وفي التعيينات الأخيرة، ربما تم إختزال عقل الدولة إلى عقل وزير ما… وجهات ما… لإختيارات متسرعة يشوبها، المصلحة والدعوات والمناسف والمصالح واللوبيات، وبدأت تتكشف الأمور، وربما أطيح برئيس ما أو غيره، ليس لأنه فاشل..! بل ليفتح شاغر لأحد المقربين أو الخاصة لوزير ما او غيره… وتم الإبقاء على غيره ممن أثار الدعوة للتغيير بتصرفاته، أيضا لذات الأسباب وغيرها من الشخصي والمخفي أعظم بدهاء وخبث مكشوفين..!، من اتخذ القرر… وقع وأوقع نفسه في دائرة الشك، لأنه وكما يقال، أتى بأسماء جاهزة فرضها على المجلس، والمجلس حديث العهد بأعضائه الجدد المعينين، ولا نصدق أنه كان لديه متسع من الوقت ليختار ويقرر بناءً على أسس أو دراسة أو أي لجان درست أمر المغادرين أو القادمين أو الباقين (إلي على راسهم ريشة ومدعومين وعابرين للتغييرات رغم فشلهم الذريع وإنعدام الرضى عنهم في جامعاتهم والمجتمع) بفترة قصيرة جدا هي عمر المجلس الجديد، فتم إختزال عقل الدولة لعقل وزير ما، تعامل مع موضوع وطني بعقلية دكتاتورية، مصلحية وضعت مسمار جديد في نعش التعليم العالي، وأقصت قامات أكاديمية بطريقة بعيدة عن اللياقة وإحترام الأكاديميين الزملاء، وليخرج علينا معالي الوزير أو من اتخذ القرار الممهور بتوقيع المجلس، بمؤتمر صحفي أو أمام لجنة التربية بمجلس النواب، ليوضح لنا الأسس التي تبناها في الإعفاء والإبقاء والتعيين..! ولا أظنهم يستطيعون ذلك، لأن الأمر مسلوق لا بل مطبوخ بطريقة غير بريئة، يكتنفها الكثير من الضبابية وإنعدام الشفافية.
في السنوات الأخيرة بتنا بحاجة لدائرة في بلدنا لرد الإعتبار لرؤساء الجامعات المعزولين، ويتشدق بعض الوزراء بالسر لتبرير العزل، للإيحاء بأن هنالك أسباب واهية لعزلهم، هؤلاء قامات أكاديمية لهم إحترامهم في المجتمع وأمام طلبتهم، ولا يجوز عزلهم بهذه الطريقة المهينة..!، مما دفع بعضهم لعرض ونشر مظلمته على وسائل التواصل، ليبيض صفحته التي نال منها القرار بسطحية واستخفاف، ولنا بما حصل مع الوزير الحالي الذي لم يقبلها لنفسه في السابق عندما تم نقله لجامعة أخرى وقدم استقالته رغم صدور الإرادة الملكية السامية بتعيينه..! وعليه خلصنا…!، ليُفض الطابق، ويعطى الوزير حق التعيين والعزل، وليتم إتباع الجامعات إدارياً لمعاليه، وليأخذ المحاسيب والأصحاب والمعارف كل المناصب الأكاديمية، وتستمر الحكاية مع تغيير كل وزير… و(عمره لا صار إصلاح للتعليم العالي… !)، محبطون موجوعون من قرارات لبيت الحكماء تفتقر لأي حكمة، أصبحت الأمور سياسة ممنهجة لقتل كل جميل في وطننا الغالي، حتى أن وزير ما… ورئيس جامعة… .يلاحقون مقالاتي لحذفها من على الإلكترونيات، إمعانا في التآمر على شخصي، وكأنهم آلهة نزلت من السماء لا يجوز نقدهم..!، لدي الكثير مما يمكن أن يقال، وأتحفظ عن ذكره ونشره، من منطلق وطني ولعدم الإساءة لجامعاتنا، وقضيتي الشخصية لم أتكلم عنها بعد، وستصل لجلالة الملك ملاذ الأردنيين الأخير أمام تجييش ممنهج من… .وتكالب جهات مختلفة تعرف وتحرف وتناصر الظلم لغايات مصلحية ممنهجة..!، ولكن سيحين وقت الحديث قريباً، لفضح كل المتآمرين وأدوارهم الخبيثة…ولن أعدم الحيلة والوسيلة لذلك، ففضاء الإعلام العالمي ووسائل الإتصال رحبة إن ضاق الوطني..!، ولن يتم إسكاتي عن النقد والكتابة بكل ما يشكل مصلحة لبلدي…فأنا لا اتعرض لأشخاص ولكن انقد عملهم الوظيفي العام بما يتيحة الدستور والتشريعات... حمى الله الأردن.