وصف بطل المنتخب الوطني للكراتيه الحاصل على الميدالية البرونزية في اولمبياد طوكيو 2020 عبد الرحمن مصاطفة شعوره بعد العودة إلى عمان مكللا بالبرونز، قائلا إنه "مزيج من الفرح والفخر توج برفع علم الوطن عاليا في أولمبياد طوكيو".
واستذكر مصاطفة كل اللحظات التي خاضها قبل البطولة وصولا لمنصة التتويج، والعودة الى عمان، لافتا انظار العالم الى الكراتيه الأردنية.
مصاطفة البالغ من العمر 25 عاما وهو طالب في السنة السادسة في كلية الطب في الجامعة الاردنية، يقول، إن الاستعداد للاولمبياد بدأ منذ العام 2018، وفي ذلك الوقت كان مجبرا على التمرين مرتين يوميا بالإضافة الى متابعة دراسته الجامعية، حيث استمر لعام كامل تقريبا في وجبات التمرين الصباحية مع المدرب المصري محمد ابراهيم والتي تبدأ عند السابعة صباحا وتستمر حتى التاسعة، قبل أن يتوجه الى الجامعة ويعود في المساء للجولة التدريبة الثانية.
يبتسم مصاطفة مستذكرا ما مر به خلال تلك الفترة، مشيرا الى أنه كان يسعى لتحقيق هدفه ومستعد للتضحية بأي شيء مقابل التركيز والتنسيق بين التدريبات ومتابعة مساقات الجامعة، مؤكدا ان المؤهلات الجسدية في لعبة الكراتيه هي من العوامل الاساسية والمساعدة، ولكن الاساس في الكراتيه انها تحتاج الى درجات عالية من الذكاء والتكتيك والتخطيط.
وقال، اسعى دوما للفصل بين التدريب وبين شخصية وانسانية عبد الرحمن الطبيب، ومع ذلك فقد واجهت ضغوطات اجتماعية بسبب حبي للكراتيه ودراستي للطب، مشيرا الى أنه قادر على المحافظة على القسم الطبي بموازاة استمراري في رياضة الكراتيه.
وأضاف، ان الداعمين من حوله كثر خاصة، المدرب المصري الكابتن محمد ابراهيم، وزملاءه في المنتخب، ومركز الاعداد الأولمبي برئاسة سمو الاميرة زينة الراشد، واللجنة الاردنية الاولمبية الأردنية برئاسة سمو الامير فيصل بن الحسين والامين العام للجنة ناصر المجالي، واتحاد الكراتيه.
وأشار الى ما قدمه مركز الإعداد الاولمبي الذي وفر جميع الامكانيات له ولغيره من الرياضيين من أجل تحقيق الانجاز، مؤكدا الدور الكبير للجنة الاولمبية في الدعم والمساندة.
ويعود مصاطفة بذاكرته الى المعسكر التدريبي الذي اقيم في مصر قبيل التوجه الى اليابان والذي استمر 17 يوما، حيث تقرر ان يقوم المنتخب بكامل طاقمه بتعديل ساعاتهم البيولوجية ليستطيعوا التدريب.
ويضيف مصاطفة، ان المنتخب بذل خلال المعسكر جهدا كبيرا شارك فيه لاعبو المنتخب محمود السجان، وعبدالله حماد، وعفيف غيث، ومحمد الجعفري، ومازن جعيبي، على الرغم من عدم مشاركتهم في البطولة.
وعند الوصول الى طوكيو بعد رحلة طيران استمرت 17 ساعة، قررت إغلاق جميع منصاتي على مواقع التواصل الاجتماعي حتى ابقي على تركيزي على الهدف المنشود، وكنا نتمرن مرة واحدة بالإضافة الى الجلسات العلاجية.
ويضيف، عند بداية البطولة انتابه شعور ممزوج بين المتعة وتحقيق انجاز في البطولة، لكن تحية سمو الامير فيصل وتشجيعه بإشارته أنه سيقلدني الميدالية عند الفوز كان حافزا للتغلب على التوتر وهيبة المكان الذين كانا حاضرين، كما كان للتمرينات النفسية التي خضعت لها في مصر مع مختصين في هذا المجال دور في بناء الثقة، كل هذه العوامل ساعدت في رسم مجريات البطولة ذهنيا قبل ان تبدأ، وتجاوز كل المعيقات التي من الممكن ان تحدث، كما ساهم رسم خطة اللعب مع المدرب في النتائج التي تحققت.
ويستذكر البطل مبارياته الاربعة التي خاضها من اصل خمس مباريات بسبب انسحاب اللاعب الايطالي، بقوله؛ انه ورغم ان مدة المباراة 3 دقائق فقط الا انها كانت لحظات صعبة وطويلة لأنها تحتاج الى جهد ذهني واضح.
ويشير مصاطفة الى المباراة الاولى مع اللاعب اللاتيفي وهو احد ابطال قارة اوروبا بوصفها مباراة صعبة نفسيا، خاصة وانه ارتكب في بداية المباراة خطأ كلفه نقطة ما زاد من توتره ليرتكب الخطأ الثاني ويخسر نقطة ثانية، لكنه استطاع بعد ذلك ان يضبط ايقاعه في المباراة الى ان حقق الفوز بنتيجة 8 نقاط مقابل 3.
اما المباراة الثانية فكانت مع الفرنسي المصنف (اول) على العالم وكنت اعلم انها مباراة صعبة جدا لكنني كنت على ثقة بقدرتي على التحدي، فحققت 3 نقاط في اول 10 ثوان من عمر المباراة ما اعطاني القدرة على التحكم بمجريات المباراة على الرغم من صعوبتها لما تحتاجه من تخطيط وتركيز.
وفي المباراة الثالثة واجه مصاطفة اللاعب الايراني الحاصل على برونزية العالم واستطاع الفوز بها، ليواجه اللاعب الفنزويلي في مباراة خاضها البطل بنفسية مرتاحة لأنه ضمن التأهل.
ويصف مصاطفة ما كان يفكر به اثناء سير البطولة، قائلا، إن حمل العلم الوطني وتمثيله في المحافل الدولية يعطيك شعورا بالفخر والفرح والمسؤولية كي تحقق كل ما تسطيع لرفع العلم الوطني، لكن الفخر توج بأن قلده سمو الأمير فيصل بن الحسين الميدالية في نهاية المشوار.
ووصف مشاعر استقباله في المطار بأنها قمة الفخر والسعادة، خاصة عندما شاهد دموع الفرح في عيني والده، وفرح الناس واستقبالهم الحافل له، والدعم الواسع الذي حظي به على منصات التواصل الاجتماعي.
وكشف مصاطفة عن استعداده لبطولة العالم للكراتيه التي ستقام في دبي في تشرين الثاني المقبل، معربا عن أمله في تحقيق ذهبية بطولة العالم، بموازاة طموحه ليصبح جراح عظام ماهرا وتقديم ما استطيع خدمة للوطن.
وأشار مصاطفة الى الجندي المجهول في مسيرة إنجازاته وهو مدرب المنتخب الوطني الكابتن محمد ابراهيم.
ويصف الكابتن ابراهيم، البطل الأردني مصاطفة بأنه قدوة للشباب ذوي الطموح، خاصة وانه يسعى الى تطوير نفسه، مشيرا الى أن النتائج التي تحققت مؤخرا كانت نتيجة لمواظبة البطل مصاطفة واستمراره رغم كل الصعوبات التي مر بها.
ويضيف الكابتن ابراهيم، ان المنتخب سار على درب واضح خلال الفترة الماضية للوصول الى لحظة التتويج، إذ بدأت القصة قبل ما يزيد على 3 سنوات شهدت تحضيرات كثيرة ومضنية وتعب وجهد، لكن بخطى ثابتة وواضحة أثمرت عن فرح وابتسامة لا تنسى لحظة التتويج الذي سيذكره تاريخ الرياضة.