بعد مرحلة صعبة وبائيا وراكدة اقتصاديا وجامدة سياسيا تخللتها سياسات ردعية مناعية واجراءات احترازية وقائية وحركة سياسية محدودة حيث كان مناخات قد سقطت بظلالها على مجريات الحالة المعيشية والجوانب الحياتية فجعلتها ثقيلة اجتماعيا للدرجة التى نقلتها كليا من العالم الوجاهى الى العالم الافتراضى هذا العالم الذى اخذ بدوره يشكل جزءا من الحياة العامة ويؤثر بطريقة مباشرة على مجريات الاحداث فيها من خلال تشخيص صور انطباعية لتصورات فى الغالب كانت فيها صيغ مبالغة وفى مجملها غير حقيقية ادت الى اتساع هوة الثقة وزيادة عامل هجرة راس المال وتوطين الكفاءات بغير مكان مما ترك اثارا سلبية على الواقع المعيشي العام وتدنى مستويات الدخل الى الحدود الدنيا مع زيادة فى معدلات التضخم ومحدودية فى السيولة وصعوبة فى النقل والتنقل جراء الحالة الوبائية هذا اضافة لحسابات اقليمية ضيقة كانت قد ضيقت الحال الى درجة النيل من عامل الاستقرار نتيجة مواقف للاردن السياسية الثابتة تجاه مبادئه وقيمه عندما حرص الاردن على وقوف عليها ولم يستدر او يدور حولها.
ها هو الاردن يعود فيستعيد عافيته وينهض من جديد فيحقق نجاحات سياسية على المستوى الاقليمي جعلته يشكل تلك المرجعية السياسية دون منازع للمنطقة ويأخذ زمام المبادرة على الصعيد السياسي جعلته يكون عاصمة بيت القرار الاقليمي ويصبح الاردن دار مقر لبيت القرار فى المنطقة والمكان الذى يؤمة السياسيون من اجل الدعم وتحقيق الاسناد الدبلوماسي والانساني يعود الاردن لياخذ دوره المستحق وهو المتطلع لتحقيق مناخات الامن والاستقرار فى المنطقة بعد مرحلة من الصراعات فرضتها اسقاطات الحرب ضد الارهاب وتحديات التطرف وما تبعتها من مناخات الحرب ضد الوباء والاجواء الاحترازية المصاحبة لها يعود الاردن وقد استطاع اجتياز مرحلة ستة ملايين مطعوم محققا بذلك حالة من المنعة الصحية كما يعود الاردن بحلة تعليمية مدمجة لعودة الطلاب على المقاعد الدراسية ويعود الاردن وقد انهى استراتيجية عمل للاصلاح السياسى تمكنه من اصلاح الجوانب الادارية التى تشكل الدور الرئيسي بالدفع بعجلة التنمية والتقدم تجاه اصلاح الاطر الناظمة للجوانب الاقتصادية يعود الاردن وقد نجح فى الحفاظ على مكتسباته الوطنية على الرغم من صعوبة الاحداث وسخونتها يعود الاردن وقد استطاع زيادة اعداد الاسرة فى مستشفياته الى اكثر من خمسة اضعاف في زمن قياسي سجل فى تاريخ الدولة ويعود الاردن فى الحفاظ على ذاتيته وهويته الوطنية والعربية بطريقة فيها روح الانتصار وطعم من الانجاز ورائحة عبق ودحنون ومزاجية فرح.
ها هو الاردن يعود وقد اجتاز المرحلة وسيعيد ترتيب بيته الداخلى بما يتوافق مع سياسية مرحلة التعافى وذلك لانطلاقة جديدة تطال كل مسارات الحياة بجوانبها المعيشية والاقتصادية والتنموية فالسياسات الاحترازية ولت من قاموس الاردن الى حيث لا رجعة وحالة الامن والاستقرار ستستثمر فى تحقيق اعلى درجات من النمو وسيكون فى زمن اظنه ان يكونقياسيا فلقد قلنا ان الاردن قد يكبو لكنه يبقى ذلك الحصان الشامخ بشموخ قيادته وعظمة ابنائه وسيفوز بسباق افضلية العيش والحياة الامنة ومعدلات النمو المتصاعدة، فمن استطاع ان يرسو بالسفينة الى بر الامان وسط بحر هائج امتد هيجانه لسنوات قادر بكل تاكيد على ارساء قواعد التنمية وتحقيق معدلات افضل من النمو فان الاستثمار فى الاردن ومع الاردن اصبح تحصيلا حاصلا واصبحت معادلته مسالة وقت فما على الجميع الا ان يعمل ويعمل بامان بوجود قيادته الحكيمة.