نظمت مؤسسة حياة الحويك للدراسات الثقافية مساء أمس الخميس، بالتعاون مع وزارة الثقافة في المركز الثقافي الملكي، حفل تأبين الكاتبة والمفكرة الدكتورة حياة الحويك بحضور مدير المركز الدكتور سالم الدهام، وأسرة الكاتبة الراحلة، وطلبتها، والعديد من المثقفين والأكاديميين الأردنيين، وممثلين عن قوى سياسية.
واشتمل الحفل على فيلم قصير تضمن شهادات حية لمجموعة من المثقفين العرب والفرنسيين، وأصدقاء المفكرة في الأردن، ولبنان، ومختلف دول العالم، منهم، رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات، والوزير الأسبق عدنان أبو عودة، المهندس ليث شبيلات، الروائية كفى الزعبي، الدكتور هشام غصيب، الدكتورة عيدة المطلق، والأكاديمية اللبنانية بسكال لحود، والمخرج العراقي عزيز خيون، والأكاديمي المصري حسن نافعة، والفرنسي جان بول بليد، وغيرهم.
وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الارثوذوكس المطران عطالله حنا، في كلمة مسجلة من القدس، "إننا اليوم في القدس في تأبين الدكتور حياة الحويك، نقف تقديرا واحتراما لتضحياتها ولمواقفها وإنسانيتها وثقافتها الغزيرة ودفاعها الدائم عن فلسطين، وقضيتها، وعن القدس عاصمة فلسطين من خلال شخصية تميزت بالتواضع الكبير والحكمة والفصاحة وباللغة العربية التي كانت خلالها تعبر عن وطنيتها وأصالتها وانتمائها إلى قضايا الأمة العادلة.
وثمن المطران عطالله حنا، دور الدكتور حياة في كل ما له علاقة بقضايا الأمة، ولا سيما فلسطين التي كانت وستبقى قضية العرب الأولى، مضيفا أن ذكراها ستبقى خالدة في كل مكان حيث وصل صوتها، وندائها المدافع عن الأمة كلها. من جهتها، قالت الروائية الفلسطينية الدكتورة سحر خليفة، إن الراحلة كانت قدوة في الصمود في وجه النكبات، من خلال الشاشات والفضائيات والمنابر لتقول الكلمة والتفسير والمعنى، وتلقي الضوء على المستور والمبهم في العتمة، لتنير الطريق وترشدنا الا نستسلم للمكائد.
وقال النائب السابق الدكتور طارق خوري، إننا اليوم هنا لتكريمِ شخصية حاضرةً بيننا وفي وجدانِنا بتاريخها ونضالها الطويل من أجل رفعة أمتنا كأيقونةً في العلمِ والعطاءْ، مشيرا إلى أن الراحلة كانت حياتُها مثالاً عالياً بالخير في نفس الإنسانْ وبحبِّ الحياة مهما زادتْ المشقَات وتعرّجتْ السُّبُل، لأنّ الحقّ بالنسبة إليها يستحقُّ أن نعيشَ لهُ وأن نموت في سبيله.
وأشار نائب رئيس الجمعية الفلسفية الأردنية الدكتور موفق محادين إلى حضور المفكرة الحويك في وسائل الإعلام ضد الغزاة والرجعيين واليهود، وإبداعاتها على الصعيد الثقافي في المسرح والترجمة والنقد الأدبي والفلسفة، من أجل الأمل، ومن أجل الإنسان.
بدوره، قال الدكتور عزمي منصور، مقدم الحفل، إن الراحلة الحويك مواطنة حرة تسمو على الطائفية والمذهبية وعلى الهويات الفرعية وصاحبة إرادة واعية لا تقبل عن وقفات العز بديلا، مؤمنة بالمستقبل وحتمية الانتصار على أعداء الأمة.
وأضاف، أن عملها خلال السنوات الماضية في الدراسة والبحث ترك لنا مكتبة غنية، كما علمت اجيالا معنى الولاء والانتماء، وكيف يكون الإعلام سلاحا في معركة الحق والوجود، وما زال صوتها مدويا بلسان طلابها، وفي كتبها وأبحاثها وعبر أثير الفضائيات نصرة لفلسطين والنهضة الشاملة لهذه الأمة التي يليق بها حالة الأحرار. وتحدث أبن الكاتبة الراحلة زينون عطية في كلمة العائلة، عن مسيرة الكاتبة التي بدأت من كاتبة مقال في الثانوية وحزبية إلى (دينمو) في مشروع ثقافي وتنويري، ومنظرة مشتبكة ضد الاستلاب الفكري، ومؤرخة لذاتها التي لا تنفصل عن الجماعة روائيا، مشيرا إلى أنها تجرأت على التنظير إلى أن اعتمدت مرجعا، حيث كانت تقول إن "علينا أن نصنع نظرياتنا ونبني عليها طريقنا لا أن نقاوم بفكر غيرنا”.
وقال إن” الفقيدة حملت مشروعها الى بلدان دون دعم فئة من أي شكل، وحملت هم أمة أمنت بحقيقتها، مضيفا أن منزلها وسع عائلة تكونت من أصدقاء ورفقاء ومثقفين وعرب إلى طلبة احبتهم واحتضنتهم بكثير من المسؤولية والمعرفة”، معلنا عن إطلاق مؤسسة حياة الحويك للدراسات الثقافية لإكمال المشوار من بعدها عبر مشاريع إبداعية وعلمية كثيرة كانت مؤجلة لديها.
وفي نهاية الحفل، قدم طلبة الكاتبة تحية لأستاذتهم من خلال فيديو قصير استذكروا فيه مواقف جمعتهم بها، فيما قدم أمين عام حزب الحركة القومية ضيف الله الفراج درع تقديري لأبناء الكاتبة الرحلة.
ويذكر أن الدكتورة الحويك، إعلاميّة، وكاتبة، باحثة، وخبيرة في جيوبوليتيك الاتصال الجماهيري، تحمل شهادة الدكتوراه في "علوم الاتصال الجماهيري والإعلام” مرتبة الشرف، وعملت في الكتابة، والترجمة والإعلام المكتوب والمرئي-المسموع في دول عربية، وأصدرت 8 كتب وترجمت 22 كتابا من العربية إلى الفرنسية وبالعكس، ونشر لها 45 بحثاً في أعمال مشتركة ودوريات صادرة عن مؤسسات عربية وعالمية.
وتحمل العديد من الجوائز من أهمها درع القدس المقدم من لجنة يوم القدس، وجائزة البحث العلمي في مجال الإعلام المعطاة من لجنة جائزة سليمان عرار في مؤتمر الاحزاب العربية، ودرع وزير الخارجية اللبناني للطاقات الاغترابية.