استحضر الاستعراض الفني "نسيج” الذي نظمه مجلس الطائفة الارمنية الارثوذكسية في الاردن وبدعم من وزارة الثقافة، في مشاهده ولوحاته الفنية في عرضه الذي رعاه وزير الثقافة نائب رئيس اللجنة العليا لاحتفالية مئوية الدولة الأردنية علي العايد، مساء اليوم الخميس على المسرح الرئيس بالمركز الثقافي الملكي بعمان، دور الطائفة الارمنية في المساهمة بتأسيس الدولة الاردنية، وعبر عن ولاء ابناء الطائفة لقيادته الهاشمية وانتمائهم للمملكة.
والاستعراض الذي حضره سفير جمهورية ارمينيا غير المقيم والمعتمد لدى المملكة ديكان كابوركيان، ومطران الطائفة الارمنية الارثوذوكسية في الاردن، استهل مشاهده بلوحات فنية لاربع فتيات بالزي الارمني الفلكلوري في اداء حركي راقص فيما تموضعت في منتصف اعلى السيكوراما شاشة تعرض لمشاهد من طبيعية ارمينيا وحكاية الهجرة عبر الاناضول في ظل الاضطهاد العثماني بمصاحبة مؤثر صوتي لرواي الحكاية.
وتتوالى المشاهد في تقديم لوحات فنية شاركت فيها الفنانة القديرة جولييت عواد بمصاحبة الفنان خليل شحادة، والفرقة الفنية التي ضمت ما يزيد على 16 شابا وشابة بالاضافة الى عدد من الاطفال، لتعبر عن حكاية هجرة الارمن الى الاردن واحتضان قيادة وشعبا لهم.
كما سلط الاستعراض الفني الحواري الراقص، الضوء على دور الهاشميين منذ فجر الثورة العربية الكبرى في تبني قضية الارمن في الاناضول لا سيما ما ورد في رسالة المغفور له بإذن الله الشريف الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى للامة العربية في اعلان الثورة واسبابها من طغيان وظلم وقع من العثمانيين على العرب، واضطهاد وتهجير الطائفة اليعقوبية الارمنية وطائفة الروم وان ذلك يخالف الشريعة الاسلامية وسماحتها ونشرته جريد القبلة انذاك. وحاكى الاستعراض دور الارمن الاردنيين وتأثيرهم في النسيج الاردني منذ تأسيس إمارة شرق الاردن وصولا الى يومنا هذا.
وقدم الاستعراض مشهديات ولوحات فنية مميزة للفرقة ومنها رقصات من الموروث الارمني والدبكة الاردنية ومغناة راقصة بعنوان "يا اردن يا وطن الكل، جبينك عالي راح يظل” ومشهدية بلوحات فنية راقصة بمصاحبة الغناء تتغنى بالأردن وطنا والقيادة الهاشمية الحكيمة والمظفرة لجلالة الملك عبدالله الثاني، لتؤكد من خلاله الطائفة الارمنية-الاردنية عن انتمائها للاردن ضمن نسيجه الاجتماعي المتنوع.
كما تحدث الاستعراض عن دور الطائفة الارمنية في المشاركة بالثورة العربية الكبرى ومع القوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي في حروب فلسطين ومعركة الكرامة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، مستعرضاً على الشاشة عددا من شهداء الطائفة في تلك المعارك والحروب، ودورهم في المساهمة ببناء الاردن الحديث.
وتحدث عن تأسيس اول مدرسة للأرمن عام 1928 بمصاحبة اغنية "وطني كبير الكل بيحضن والوطنية ما بتتثمن وكلنا اردنية”.
ويختتم الاستعراض مشاهده ولوحاته الفنية بمشهدية تقدمها الفنانة القديرة عواد بمصاحبة الفنان شحادة تسرد اسماء وسير ابرز الرموز والشخصيات من ابناء الطائفة الارمنية الاردنية العسكرية والمدنية ومساهماتهم منذ تأسيس الدولة الاردنية.
وفي الختام سلم المطران درعين تكريميين لكل من وزير الثقافة والسفير الارميني.
وأكد العايد في تصريح صحفي أن الأرمن يشكلون بتراثهم الثقافي عنصراً مهماً وأصيلاً من المكوّن المجتمعي الأردني، مشيداً بحضور الفرقة ومستواها الفني، الذي يعبّر عن تراث عريق يحمل قيم التنوّع الثقافي الأردني، بما جسدته اللوحات الفلكلورية من مقدرة احترافية واحتفاء بمرور مئة عام على تأسيس الدولة الأردنية.
وقال، إن وزارة الثقافة مهتمة بإظهار المواهب والإبداعات الوطنية انطلاقاً من دورها كراعي رسمي في رعاية الثقافة والفنون في الأردن، بما عرف عن الأرمن من اهتمام وإبداع في مهن تتميز بالدقة والحرفية.
واستذكر العايد، في سياق حديثه عن الفسيفساء الوطنية والهوية الوطنية الجامعة لكلّ مكونات المجتمع الأردني، ما قدمه الأرمن من انتماء للوطن وقيادته والذود عن مقدرات الأردن ومكتسباته، مترحماً على الشهيد الأردني من أصل أرمني خضر يعقوب ومواقفه المشرفة في الجيش العربي وما تحلى به من ثبات وفداء الوطن.
وأكد أن وزارة الثقافة قدمت ودعمت الكثير من الفرق الفلكلورية الأردنية، وتحديداً في احتفالية المئوية، بما يدعم التراث الأردني المميز على خارطة التراث العربية والعالمية.