العمل والعبادة صنوان لا يتعارضان، وقد حثنا ديننا الإسلامي على العمل وأمرنا به ورغبنا فيه، قال صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَأَنْ يَأْخُذَ أحَدُكُمْ حَبْلَه، فيَحْتَطِبَ علَى ظَهْرِه؛ خَيْرٌ له مِن أنْ يَأْتيَ رَجُلًا، فيَسْأَلَه، أعْطاهُ أوْ مَنَعَه، رواه البخاري.
وفي السعي للعمل وطلب الرزق الحلال، تَربيةِ للنفس على العِفَّةِ والاستِغناءِ عن الخلْقِ، والجِدِّيةِ والسَّعيِ وبَذْلِ المجهودِ.
إنطلاقا من ذلك ونتيجة لكثرة الضروف الإقتصادية المتقلبة، والتي هي إلى الأسوأ اكثر ويعيشها العالم باسره، إضافة الى الآثار السلبية لجائحة كورونا على كل القطاعات.
'' همة شباب ''هي مبادرة لمجموعة من الشباب الاردنيين،من طلبة الجامعات ومن مختلف التخصصات، منهم من تخرج وأصبح يعاني من البطالة، ومنهم من لا يزال على مقاعد الدراسة، ولكنهم يعانون من تبعات ذلك كالرسوم الجامعية والمصاريف والمتطلبات الدراسية.
ولكن هولاء الشباب آثروا على أنفسهم، وشمروا عن سواعدهم، واعتمدوا على انفسهم، فأطلقوا مبادرتهم، والتي تهدف الى تعزيز مفهوم العمل وقيمته.
من خلال منشور لهم على الفيس بوك، تم التواصل مع الشاب عبدالقادر ابو خديجة، المؤسس للمبادرة، والذي حدثنا قائلا..
جاءت فكرة المبادرة في 27-9 - 2020، نتيجة لواقع الضرف الاقتصادي الذي نعيشه في الاردن بشكل خاص، وفي العالم من حولنا بشكل عام.
وتهدف المبادرة إلى الإعتماد على الذات، ومحاربة ثقافة العيب، من خلال العمل العام في تخصصات ومسميات، لا تتوافق او تتلائم مع التخصصات العلمية والأكاديمية التي تلقيناها في الجامعات ، فآثرنا ان نمتهن ونعمل في نقل الأثاث، وخدمات الصيانة العامة كالنجارة والحدادة، والتمديدات الصحية والكهربائية، وخدمات تنظيف الشقق والمنازل والمدارس، والمساجد والصالات والمجمعات التجارية وغيرها .
وأضاف ابو خديجة، بصدق وجدنا قبولا وتجاوبا وتفاعلا كبيرا للمبادرة، من الشباب ومن مختلف المحافظات والاعمار والمستويات التعليمية، الراغبين في العمل والانضمام للمبادرة، وصل إلى مئات الآلآف، ولكننا لا نستطيع بالوقت الحالي ان نقدم شيئا، حتى نترجم افكارنا الى واقع عملي.
وقال ابو خديجة كان للاعلام دور رئيسي في تسليط الضوء على مبادرتنا وعملنا، وهو الامر الذي فتح لنا بعض الابواب، فقد تم استضافتنا من خلال قناة المملكة والتلفزيون الاردني، وغيرهما، مما ساهم في خلق بيئة القبول لمبادرتنا.
فقد وجدنا تجاوبا من بعض المؤسسات الرسمية التي تواصلت معنا، وتجاوب المجتمع الذي أبدى التشجيع والتحفيز لنا، وهو العامل الدافع والمحفز لنا للاستمرار لتحقيق النجاح الذي نسعى اليه ونريده.
وأكد ابو خديجة،على اننا نسعى من خلال المبادرة الى تعميمها في كل المحافظات، لتستوعب اكبر عدد ممكن من الشباب والشابات، وتكون بشكل منظم يحترم خصوصية المرأة ومكانتها، واحترام عادات المجتمع وتقاليده، وسنحرص على مأسسة ذلك لاحقا،من خلال تسجيل المبادرة لتسجيلها رسميا كشركة عامة، وليكون لدينا طاقم للإدارة والتدريب، والعلاقات العامة والاعلام والمتابعة، ولدينا توجه وطموح، لان تكون المبادرة واقع عملي لمفهوم التدريب الذي يخلق فرصة العمل بشكل مباشر من خلال الميدان، وليس انتظار فرصة العمل بعد فترة التدريب.
وأضاف ابو خديجة.. مع شكرنا لكل من تواصل معنا من القطاع الرسمي او الخاص، لكن جملة الوعود التي قدمت لنا، لم ترى النور بعد ، وكوننا ما زلنا في طور البداية والتأسيس، وبعضنا حديث التخريج، ومنا من لا يزال على مقاعد الدراسة، لكننا نحتاج الى المعدات والأدوات اللآزمة لأعمالنا ، بالإضافة الى بعض الآليات المختلفة للنقل.
بدورنا في وكالة نيروز الإخبارية، نناشد كل الجهات العامة والخاصة، ذات الإهتمام في الشأن الشبابي والتدريبي، للتواصل مع مؤسسي مبادرة '' همة شباب''، ومساعدتهم والأخذ بايديهم للنجاح، وتحقيق تطلعاتهم التي يسعون اليها.