لقد كان خطاب جلالته في الجمعية العامة للأمم المتحدة كالعادة شاملًا مختصرًا معبرًا واضحًا، تناول كافة القضايا التي تواجه الإنسانية وتستوجب الحلول المُلحة لايقاف تفاقمها قبل أن يكون تأثيرها أكثر شدتًا وتحديًا يطال الإنسانية وخاصة من يتخلف عن الركب.
وقد ركز على أبرز التحديات كالجائحة القاتلة، والتغير المناخي، والصراعات العنيفة التي يستغلها المتطرفون، والتصدعات التي تزعزع الاستقرار الاقتصادي، وأزمة اللاجئين العالمية.
وقد بين أنه من مصلحة بلدان العالم والشعوب التصدي لهذه التحديات بنجاعةو العمل المشترك والتركيز على الإنجاز الحقيقي والفعلي من خلال العمل المنسق والمنظم ليترك أثرًا عالميًا حقيقيًا يشمل الإنسانية جمعاء.
وأكد جلالته أن الأردن أخذ العمل المشترك نهجًا من خلال العمل المشترك مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتعزيز قيم السلام والازدهار والاحترام وبناء عالم أفضل قائم على التشاركية والاحترام المتبادل.
وقد ذكّر العالم بأن المعاناة القاسية للفلسطينيين يجب أن تنتهي وينال الأخوة الفلسطينين حريتهم وتنتهي محنتهم من خلال قيام دولتهم المستقلة، كذلك المقدسات الإسلامية والمسيحية التي هي جوهر السلام ورمز الوحدة وسيستمر الأردن بالعمل على الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.
وقد أضاف جلالته أن الوضع الإنساني والاقتصادي الحرج للأخوة اللبنانيين يحتاج إلى الدعم العالمي الكامل يشارك فيه الجميع لتمكينهم من النهوض من هذه الأزمة والعبور إلى بر الأمان.
وطلب من العالم أن لا ينسى وأن يساند ملايين اللاجئين الفارّين من الاضطهاد والخطر وكذلك الدول المستضيفة لهم مثل لبنان، والأردن الذي قدم كل ما يستطيع من أجل من الأمل والأمن لهم وكذلك المنظمات الدولية التي تراعي شؤون اللاجئين.
وأكد جلالته على أن التخلي عمن يحتاجون المساعدة وتركهم لمواجهة الأخطر حيث يكونوا صيدًا ثمينًا للمتطرفين يزيد من معانتهم وأن الحاجه مُلحّة للاستمرار بالعمل المشترك بنهج شمولي باستراتيجية متطورة للتصدي لهذه المشكلة وآثارها المستقبلية.
وأشار جلالته إلى أن الخطر الوجودي من المخاطر التي تهدد الإنسانية وخاصة التغير المناخي والتغلب عليه يجب أن يكون بشكل عالمي وأن الأردن يعمل من خلال الخطط التنفيذية الوطنية للنمو الأخضر في الأردن صممت لضمان كفاءة الطاقة وتعزيز منعتنا في قطاعي المياه والزراعة بالإضافة إلى تطوير القدرة على الاستجابة السريعة، كما وأكد جلالته على الاستفادة من موقع الأردن الاستراتيجي لتطوير وتسريع وتسهيل الاستجابة لتلك التحديات.
إن هذا الخطاب الشامل يدل على مكانة الأردن وحكمة وسداد رأي قيادته ومكانته العالمية القادرة على إجراء المقاربات وتفنيد المشاكل وطرح الأفكار والحلول القابلة للتطبيق.