نادي الوحدات الذي يقع في قلب مخيم الوحدات والشريان النابض له وما زال هذا المخيم الذي يعتبر من أكبر مخيمات النزوح للشعب الفلسطيني من حيث الكثافة السكانية أو ربما المساحة ،ذلك المخيم الذي يروي حكاية شعب شرد من أرضه ووطنه تاركًا وراءه البيوت العتيقة وأشجار الزيتون واللوز والتين ..
في عيون أطفال المخيم تجد الحزن والقهر على تراب وطن حرموا من اللعب فيه ، وتحت أشجار الزيتون يحتموا بظلالها ، ويختبؤوا خلفها وهم يلعبون مع أقرانهم ..
في مخيم الوحدات تجد الرجل الطاعن في السن أوالمرأة الطاعنة في السن ما زال عقلهما وروحهما مرتبطان في فلسطين، وذاكرتهم ذاخرة بطفولتهم البريئة والبسيطة وبأزقتها وعطرها وزيتونها ، ومهما مكثوا في هذا المخيم لا يعوضهم الفراغ الذي خلّفه هذا النزوح من احتلال مجرم وظالم ، ترعرع في فلسطين على جثث أهلها ودماء شهدائها ، وأسر الأحرار منهم وزجهم في سجون الظلم والقهر ومعاملتهم بأسلوب بعيدٍ كل البعد عن أدنى الحقوق الإنسانية .
في مخيم الوحدات تجد المرأة الشامخة التي ما زالت ترضع أطفالها حبًا وعشقًا لفلسطين الذين حرموا منها ، وما زال شريان نادي الوحدات الثقافي يرفد شباب المخيم ويمدهم بالقوة والعزيمة ، وما زالت فلسطين حاضرة في كل بقع هذا المخيم وشوارعه.
وللأسرى الفلسطينين دَين في عنق نادي الوحدات الذي لا تفوته فائتة ولا همًّا وطنيًّا إلا وكان السباق في إقامة الحفلات والندوات التي تليق بذلك الحدث ، فرئيس النادي الدكتور فهد البياري الذي فاض علينا بكلماته كبيّارات البرتقال الريحاوي . فأبطال نفق الملعقة الستة، والذين سطروا ملحمة بطولية قهرت جيش الاحتلال والسجان ، وقهرت قسوة الحجار والصوان ، لنيل حريتهم ولتسليط الضوء على قضية اعتقال الأسرى في السجون الإسرائيلية ، إذ كانت حاضرة في نادي الوحدات باحتفال مهيب يليق بهم وببطولاتهم بتاريخ 27/9/2021 ، وبحضور عدد من أصحاب السعادة والعطوفة والقامات الفلسطينية حيث ألقى كل من العين عودة قواس ، وسعادة النائب أحمد عشا ، وسعادة النائب خير أبو صعليك والسيد خليل عبد ربه مستشار الأسرى في رام الله، كلمات مؤثرة تليق بهذا الحدث ، والأسير الأردني المحرر عبد الله أبو جابر ، والذي روى معاناته في سجون الظلم والقهر والتعذيب تاركًا وراءه أبطالًا ينتظرون وعد المقاومة لهم بالحرية .
والقاسم المشترك الأعظم بين الكلمات التي ألقيت هو موقف القيادة الهاشمية تجاه قضية فلسطين والقدس ، كذلك معاناة الأسرى في سجون الظلم والاحتلال الغاصب.، والبطولة الذي سطرها الأسرى الستة . وأعداد الأسرى في سجون الاحتلال ومعاناتهم. إذ يقبع 4850 أسيرً فلسطينيًا داخل سجون الاحتلال، وسط معاناة كبيرة جرّاء الانتهاكات التي يتعرضون لها، كذلك من بين إجمالي الأسرى يوجد 43 سيدة، و225 طفلًا، من بينهم 543 معتقلًا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد (يساوي 99 عاما حسب القانون العسكري الإسرائيلي) لمرة واحدة أو عدة مرات.
أي وجع أقوى من هذا الوجع ، وأي احتلال أبغض من هذا الاحتلال ، في عالم يدّعي الإنسانية وينادي بحقوق الإنسان ، وهل بقي احتلال في العالم غير إسرائيل ، وأتمنى أن يكون هذا قدر إسرائيل ومقتلهم، وليس قدر الشعب الفلسطيني .
شكرًا لنادي الوحدات وألف شكر للداعمين لهذا الصرح الثقافي الرياضي النابض لحب فلسطين وشريان الحياة للمخيم، ورحم الله شهداء فلسطين.. والحرية للأسرى ، والشمس ستسطع يومًا ويزول هذا الاحتلال البغيض .. وسأختم بشعر درويش