في السابعة من مساء السبت، الثاني من تشرين الاول 2021، سرني كثيرا في المكتبة الوطنية في عمان، مشاركتي باقاتٍ من أصحاب الهَمّ الثقافي الإبداعي في الاردن، بتكريم مُعْطٍ كريمٍ، وهو في قمة عطائه، هو الدكتور نضال العياصرة.
مدير عام المكتبة الوطنية الاردنية، وحادي الإيقاع في أمّ المكتبات، نشميًّ عربي أردني، بار بوطنه وبأهله وبرسالته، حفر بالصخر قصة نجاح مميزة، استدعت من المثقفين المبدعين، تكريمه والاحتفاء به، وبفرق العمل التي تسانده.
مما جاء في كلمتي التكريمية التي ألقيتها باسمي وباسم مدير عام منارة العرب للثقافة والفنون الاستاذ نصر الزيادي ما يلي:
الحديث عن هذا الصرح واطقمه وعنك سيدي يطول، ولكني ساختصر.
الى هذا المبنى المحترف، الذي يغلف حضوره الصمت الجاد، واحساس ثقيل بالمسؤولية، تشد الرحال. ففيه ذاكرة وطن وشعب، ودفء قلوب وعقول وارواح حية، تلتمع كالضوء المنبثق من بين عطر الحبر والورق والكتب. فأنّى يَمّمت وجهك شطرالمشهد الثقافي وموائد الفكر، ترى بصمة للمكتبة الوطنية، ترضيك وترضي الكثيرين غيرك. فلا يُجادِلَنّ إلا جاهل
في قيمة الثقافة الرصينة في حياة الاوطان. فالأمم لا ترتقي إلا بثقافاتها المنخرطة في همومها، وفي قصدية التغيير الشمولي في كل اتجاه.
العلاقة بين المكتبة الوطنية والفضاءات التي تتيحها، وأصحاب الهم الثقافي الإبداعي، متداخلة متشابكة، تشبه علاقة كل مولود بدائرة الأحوال المدنية، فهنا نقطة البدء، وما يتلوها من أحوال ومآلات ورعاية وسقاية ورفادة.
هنا في المكتبة الوطنية، تجربة نوعية احترافية دؤوبة الحركة، لا تشبه غيرها، حادي الإيقاع فيها ومديرها العام، هو د نضال، الواعي لدوره، الممتلك لأدواته الاحترافية، والمحصن دائما لصبر جميل ليمنح عمله كمال الوجود. فتح أبواب هذا الصرح لكل إبداع جاد وملتزم، ببصمة صادقةٍ، وبرفقة أطقمه المعاونة، يتواصل مع مجاميع المثقفين، ليضخ في ثناياه أحداثا وملتقيات وفعاليات، لتعظيم الناتج الثقافي، وتعزيز حضوره في الحياة العامة.
على مدار زمن، ونحن في منارة العرب للثقافة والفنون، في حالة التحام جميلة مع المكتبة، تعرفنا خلالها عن قرب، على كم الخجل الذي ينتاب الدكتور العياصرة عند تكريمه، فهو ممن يعتبرون أن ما يقوم به هو أبسط واجباته، التي لا تزال مفتوحة على المزيد من آفاق النجاحات.
في زمن الثرثرة التي تقضم من المشهد الثقافي، باسم منارة العرب ومديرها العام الاستاذ نصر الزيادي، وباسمي شخصيا، أحيي هذا الصامت الكريم، الذي يحتضن المشهد، ليبني عليه ويُعلي البُنيان. مبروك د نضال كل هذا الحب وهذا التقدير وهذا الاحترام.