نيروز الإخبارية : يحتفل العالم في الخامس من تشرين الأول من كل عام بيوم المعلم، يستذكر خلاله الطلبة، أفضال معلميهم وجهودهم، ويعظمون توجيهاتهم اذ تزدهر بعطائهم البشرية وتتماسك لبنات المجتمع.
متخصصون تحدثوا لوكالة الانباء الأردنية (بترا)، حول قرار العودة الوجاهية للتعليم، مؤخرا، مؤكدين ان ذلك يعيد الحياة للغرف الصفية بعد عام ونصف تقريبا من التعلم عن بعد، الذي اعتمد كبديل يضمن استمرارية عملية التعليم اثناء جائحة كورونا.
وقالوا ان التعليم عن بعد عكس مهارة المعلم الأردني وقدرته على التكيف مع الظروف كافة، موضحين ان يوم المعلم الذي حمل شعار "المعلمون في قلب تعافي التعليم"، يركز على الدعم الذي تحتاجه هذه الفئة للمساهمة في عملية التعافي من الجائحة. مدير إدارة التعليم في وزارة التربية والتعليم سامي المحاسيس، قال إن الوزارة قامت بإنشاء منصة وقنوات تلفزيونية تعليمية متخصصة مع بداية الجائحة بعد أن لاحظت صعوبة التواصل بين المعلمين وطلبتهم آنذاك.
وأشار الى إلى تدريب المعلمين الذي جاء انطلاقا من حرص الوزارة على تنفيذ عملية التعليم من خلال كوادر مؤهلة، حيث اقتصرت المنصة في نشأتها على تصوير عدد من الدروس في مواد العلوم والرياضيات واللغتين العربية والإنجليزية. وأضاف انه تم استحداث المنصة بالتعاون مع كل من أكاديمية الملكة رانيا العبد الله لتدريب المعلمين، ووكالة الإنماء البريطانية، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، حيث قامت هذه الجهات بتدريب نحو مئة ألف معلم ومشرف تربوي على تدريس برنامج "الفاقد التعليمي" الذي نفذه ما يقارب 60ألفا منهم، بمشاركة حوالي مليون طالب وطالبة.
كما نفذت جمعية إنقاذ الطفل برنامجا تدريبيا تمحور حول الابداع والابتكار واخلاقيات المهنة ومصادر التعلم، وأنشأت دليل الدعم النفسي للطلبة والمعلمين والاهالي لمساعدتهم على تجاوز القلق الذي أصابهم أثناء الأزمة.
ولفت المحاسيس إلى أن تحلي المعلمين بالتصميم والارادة كان له الأثر الاكبر في تخطي الظروف الصعبة، والتزامهم بمعايير السلامة العامة ما اسهم في استمرارية عودة الحياة الآمنة للغرف الصفية برجوع (101) ألف معلم للمدارس الحكومية، وسبعين ألفا لكل من المدارس الخاصة والثقافة العسكرية ووكالة الغوث الدولية، موجها إلى دعم المعلمين بالمزيد من البرامج التدريبية المتخصصة. من جانبها بينت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)،عبر موقعها الالكتروني، سبل دعمها لوزارة التربية والتعليم الأردنية في تعزيز قدرات التخطيط والإدارة أثناء الازمات ليكون القطاع أكثر استعدادًا ومرونة بالاستجابة لها، حيث برز دور المعلمين كأداة فاعلة رئيسية في الحفاظ على استمرارية التعلم والمساهمة بمرحلة التعافي من الجائحة، عن طريق بناء أنظمة تعليمية أكثر تكيفًا وقدرة على الصمود في وجه الصدمات المستقبلية، كما وفرت التدريب اللازم على التعلم الإلكتروني، لتطوير أدواتهم ودعم انتقال الطلاب في الصفوف الحادي والثاني عشر من التعليم إلى سوق العمل.
مديرة المشروعات التربوية في جمعية جائزة الملكة رانيا العبد الله للتميز التربوي الدكتورة باسمة درويش، اشارت إلى الممارسات الفاعلة في مواجهة التحديات التي قدمها المعلمون كاستخدام العديد من القنوات والمنصات الالكترونية لمتابعة الطلبة وتقديم الدعم النفسي، وتشكيل فريق إدارة أزمات لدعم جميع المعنيين للتعامل مع المنصات التعليمية وتقديم الحلول والبدائل المناسبة، وايجاد حلول بديلة وقنوات مختلفة لتوفير المواد الدراسية للطلبة وأولياء الأمور للرجوع لها عند توفر الانترنت، فضلاً عن إعداد مواد تعليمية داعمة لتلك الموجودة على المنصات التعليمية، بما يتناسب مع الفئات العمرية ومتطلبات الطلبة.
وأضافت ان الجمعية عملت على مراجعة معايير التميز لمواكبة المستجدات التربوية، حيث تم استحداث معيار يحاكي أدوار المعلم والمدير في توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعلم عن بعد، ما يطور قدرات المعنيّين برقمنة التّعلّم، وإدارة بيئة التّعلّم الرّقميّ وبما يحقّق تكافؤ الفرص، ويحفز الطّلبة والمعنيّين لاستخدام أدواتها ومصادرها، باعتبارهم ركيزة أنظمة التعليم وأساس الوصول إلى أهداف التعلم، بغض النظر عن السياق والموقف.