تشرفت يوم أمس الأربعاء 6/10/2021 حضور توقيع كتاب د. ذوقات عبيدات في المكتبة الوطنية العامرة التي كانت تغّص بالحضور وبشخصيات وبرموز وطنية لبت دعوة د. عبيدات.
فهناك في الحياة شخصيات لا تقدرُ إلا أن تستمعَ إليها أو عن سيرتها ومسيرة حياتها، لأنها صاحبة تجربة لا يجب أن تمّر مرور الكرام، وتجربةُ هؤلاء تعتبر هامة في تقييم مرحلة مضت للإستفادة منها في عملية التحديث والتطوير. وفي حال د. عبيدات فإننا نتكلم عن فلسفة التربية والتعليم وربط ذلك بمساقات الفلسفة لتنشيط العقل للبحث العلمي والفكر النقدي الذي يخلق لدى الطالب ملكة التفكير والتحليل والإستنباط والإتيان بجديد، وليس مجرد التلقين والحفظ من غير تحفيز العقل على التفكير السليم.
سررنا بما سمعنا عن سيرة د. عبيدات وعن تَمرّده على واقعه للنهوض به والتأثير به وعليه لتحديث المنظومة التعليمية واصلاحها لأنها هي السبيل الوحيد للنهوض بواقعنا العربي وزيادة والوعي عنده والإرتقاء بثقافته بما يتلائم مع مجتمعه، فالتعليم من منظور د. عبيدات يجب أن يرتبط ببيئة الطالب ومجتمعه.
ومن يقترب من د. عبيدات عليه الحذر لأن د. عبيدات كتلة ملتهبة من النقد البنّاء والجريئ تجاه كل ما يسمع ويرى، إذ يحِّبُ أن يرى الأشياء بمسمياتها والأمور بدقتها والكلام بمنطقيته. وكان لي شرف معرفته عن قرب في الأمسيات الثقافية في المركز المجتمعي المسكوني "الخيمة".
أمران هامان لفتا نظري في كلمته يوم أمس:
أولاً، أن الإنسان يُعرف من ثلاثة: هديتُه، كتابتُه، ورسولُه ..مما يعني أنَّ هذه الأمور الثلاثة وعلى رأسها ما يكتبه الإنسان إنما يكشف ويُعبِّر عن فكر وقلب صاحبه ويظهر من بداخله من كنوز ودُرر.
ثانيا: أنَّ مسيرتَه كمعلم متعلِّم علَّمَته ثلاثة أمور. أولها أنَّ مجالات التعليم تتعدى الكتب والمعاهد التعليمية، ففي كل زواية من الحياة نتعلم الجديد وحتى من طالب الصف الأول الإبتدائي. وثانيها أنَّ الحقيقة لها عدة أوجه. وثالها، إذا أردت أن تُحترم ثقافتُكَ فعليكَ أنْ تحترم ثقافة الأخرين.
د. ذوقان عبيدات هو كنز وطني ثقافي تعليمي، وبصمته ستحدث تغييراً في قادم الأيام. نرجو لكم العمر المديد والمزيد من العطاء