انتقل إلى رحمته تعالى ابن العم....حاكم طافور ملحم الخريشة
بقلب ملؤه الحزن ... والأسى ... والألم ...أنعى ابن العم العزيز الباشا حاكم طافور ملحم الخريشة ... الذي انتقل إلى جوار ربّه صباح يوم الاربعاء...وإيمانا بقضاء الله وقدره ... لا يسعني إلا أن أضرع إلى الله تعالى العلي القدير أن يتغمّده بواسع رحمته ...
مات ابن العم ... مات الباشا الذي أحبه ... سيموت غَيره الكثيرون ... وسنموت نحن عن قريب أو بعيد ... هذه سنة الله تعالى في خلقه... لا باقي سواه ... والكل سيرحل إلى الفناء.... شتّان بين رحيلك أيها الباشا ... ورحيل الآخرين ... بعد رحيلك شعُر كثيرون ... وكأنهم في أرض غريبة ... فوق الأرض وتحت الأرض ...سرحوا نظراتهم نحو المجهول ...لحظات تأملوا فيها الماضي ... يوم كُنت تدخُل عليهم وأنت قائدهم ... مبتسما كعادتك ... اشتاقوا ليسمعوا كلماتك في يوم عيد جيشك ... ويوم الكرامة ... كلمات كنت تواسي بها شهداء الوطن ... حانت لحظة اللقاء ... لتنام قريرا بين جنودك الشهداء ... إيه أيها البطل ... ليحملك أحباؤك على أكفّهم وأكتافهم ... أما أنا ... فاشتقت لكي أسمع منك كلمات النصح ... والمحبة ... والعطاء ... تلك الكلمات التي كنت تشجعني بها لحظة انكساري ... يشهد الله أنني لم أرافق قريبا ... أحداً من قبلك ... له مثل ما فيك من سعة صدر ... حسن خلق...شجاعة في قول كلمة الحق ...
رحلت يا ابن العمّ ... وطيفك ... لا يمكن أن ينسى ... ولو بعد حين ... ما دام الهوى يشمه بالعمر رأسي ...أعلم أنّني لن أسمع أجراس الموت تدق في شفتيك بعد اليوم ... أعلم منذ أن يحتضنك القبر تحت التراب ستقف كذاكرة خالدة على شفير النسيان ... أعلم ستمنحك أفواه المتملقين الواقفين على أرجل الخطيئة في أرض انطلت عليها خدعة الحياة المقحلة نياشين السلام، والمحبة، والصدق، والطهر، والوفاء، سيقولون: عظيم اغتاله الموت في غلس النهار ...الذكر سيبقى زماناً بعد صاحبه، وصاحب الذكر تحت الأرض مدفون...وذكراك ستبقى خالدة بين القديسين والشهداء....
سألتُ الدار تخبرني عن الأحباب ما فعلوا، فقالت لي أناخ القوم أياماً وقد رحلوا، فقلت فأين أطلبهم، وأي منازل نزلوا؟ فقالت بالقبور وقد لقوا والله ما فعلوا... لا خوف عليك ياباشا... نم قريرا أيها العزيز ... أعرف أنك إنسان عشت للناس ... فرحت لَهم وواسيتهم ... فأعلن الكثيرون منهم، ... أنك إنسان قلبك كريشة طائر أبيض.تلقفه الرحمن بين يديه ..رحمك الله رحمة واسعة ... وأسكنك فسيح جنانه ... وإنا لله وإنا إليه راجعون ...