عقد منتدى الوسطية للفكر والثقافة وبالتعاون مع وزارة الثقافة ندوة فكرية بمناسبة مئوية الدولة الأردنية بعنوان "العدالة الاجتماعية وأثرها في الاستقرار والسلم المجتمعي، وذلك اليوم الإثنين في مقر المنتدى العالمي للوسطية.
وفي بداية الندوة رحب المهندس مروان الفاعوري رئيس المنتدى بالمحاضرين والحضور، وأكد في كلمته عمق المعاني التي تمثلها كلمة العدالة في حياتنا العامة، بحيث لا يمكن تجاوزها في الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الأمر الذي يجعلها ركنا أساسا في بناء المجتمع وإقامة اسباب الأمن والاستقرار فيه.
وتناولت الندوة التي شارك فيها كل من الدكتور محمد القطاطشة والأستاذ جميل النمري والاستاذ محمد الصبيحي جملة من المفاهيم والمصطلحات التي تشكل الإطار العام للعدالة الاجتماعية.
ففي المحور الأول وهو "العدالة الاجتماعية، مفهومها وركائزها ووسائلها.. قدم الدكتور القطاطشة عددا من الجمل ذات الصلة بالعدالة من حيث هي شرط لإقامة السلم المجتمعي الذي ينبغي اعتباره هما عاما للدولة بمؤسساتها وافرادها ، مثلما بين ركائزها التشريعية والقانونية التي تحقق لها الوجود في مفاصل المجتمع بشكل عام..
أما المحور الثاني فكان "العدالة الاجتماعية.. ضرورة وطنية ومصلحة أمنية” فتناوله الاستاذ النمري بمزيد من التوصيف الذي يجعل من العدالة نتاجا ايديولوجيا اعتمدته المنابر الفلسفية التي فلاسفة عدة مثل جان جاك روسو وغيره.. وتطرق إلى فهم الشيوعية للعدالة الاجتماعية وكذلك الرأسمالية، وركز في مداخلته على أهمية دور الدولة في جعل العدالة الاجتماعية سببا في إشاعة الأمن والاستقرار والسلم المجتمعي.
أما المحور الثالث، فتناوله الاستاذ الصبيحي تحت عنوان "العدالة الاجتماعية بين الموروث الاجتماعي وحكم الدين والقانون، إذ بين دور المجتمع في تحقيق العدالة بما يؤمن من المعتقدات وبما يمارس من نظم قانونية، وبما يتعامل به من عادات وتقاليد تؤسس للعلاقات البشرية وفق مبادئ العدالة التي تحقق علاقة ايجابية بين الشعب والسلطة..
وفي نهاية الندوة أجاب المحاضرون على أسئلة الحضور ومداخلاتهم التي تناولت الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية لمفهوم العدالة، وأبدى بعضهم دور المناهج والإعلام في رسم الملامح العامة لمفهوم العدالة في فكر المجتمع وثقافته.