نبارك من سويداء القلب لنادي الرمثا ولجماهيره العريضة بعد فوزه التاريخي وللمرة الثالثة في تاريخه الكروي ببطولة المحترفين لكرة القدم للموسم الكروي ٢٠٢٠/٢٠٢١؛ وهذا الفوز يؤكد عراقة المدرسة الكروية الرمثاوية التي تشكّل حاضنة كروية متميزة؛ وهذا الإنجاز يخدم تطور الرياضة الأردنية لدرجة الإحتراف؛ وعزز هذا الإنجاز المدد الجماهيري الذي زحف خلف النادي داعماً له ليحقق البطولة؛ والأهم من كل ذلك الروح الرياضية التي تحلّى بها الفريق الرياضي وجمهوره على المدرجات وبعد المبارة وفي المنازل والطرقات وكل مكان؛ فالرمثا مدرسة كروية ومدرسة فنية أيضاً؛ فهي تضخ اللاعبين المتميزين والفنانين الرائعين:
١. تعود بي الذاكرة للسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي حين كنّا نركض وراء نادي الرمثا مشجعين ومتابعين له من القلب للحصول على البطولة؛ وكان له ذلك لموسمين متتاليين في عامي ١٩٨١ و ١٩٨٢؛ وكان وقتئذ قمة ألق الرياضة الأردنية.
٢. أبارك من القلب اليوم لنادي الرمثا إنجازه للبطولة؛ هذا النادي العريق الذي يشكّل مدرسة كروية يجب إستنساخها؛ فالكل في الرمثا رياضي فإمّا لاعباً أو مشجعاً أو مدرباً أو إدارياً؛ وكأننا في ريو دي جانيرو أو البرازيل؛ فمعظم الناس ترتدي الزي الرياضي وتمارس الرياضة وخصوصاً كرة القدم في كل مكان سواء الملاعب أم الطرقات.
٣. بالمقابل أسجل إعتزازي بأندية وطني الأردن الغالي الأخرى؛ فأقول هاردلك للوحدات النادي العريق الذي نافس بشرف وكان قاب قوسين أو أدنى من البطولة فحقق الوصيف؛ والنادي الفيصلي البطل في معظم المواسم؛ وأندية الجزيرة والبقعة وشباب الأردن وسحاب والسلط والحسين والجليل ومعان والعقبة؛ فألف تحية وإحترام للاعبين والمدربين والإداريين والجماهير كافة في أنديتنا الرائعة.
٤. أستذكر نادي بلدتي ومسقط رأسي كفرسوم؛ الذي إستمر لفترة طويلة ضمن أندية المحترفين؛ وحقق يوماً ما في العام ١٩٩٨ بطولة الدرع في الأردن؛ وأتمنى أن يعود الموسم القادم لألقه الرياضي في كل ألعابه الكروية في كرة القدم واليد؛ وأستذكر جماهيره العريضة وتنافسيته مع فرق كثيرة في كرتي القدم واليد وخصوصاً مبارياته التي كانت حاسمة وقتئذ في الخمسين سنة الأخيرة مع الرمثا والفيصلي والوحدات والسلط وغيرها؛ فدعواتنا لكفرسوم النادي عودة ميمونة لفرق المحترفين وللأضواء.
٥. الروح الرياضية تجلت في كل مباريات الدوري وخصوصاً في النهائي، وتجلّت على المدرجات وفي الشوارع والطرقات من عمان صوب الرمثا؛ فالروح الرياضية ليست حكراً على الرياضة فقط لكنها باتت متلازمة لكل اﻷنشطة والفعاليات والتعامل بين الناس ﻹرتباطها بقبول النتيجة أنّى كانت وإلتزامها باﻷخلاق الحميدة التي توحي بالتنافسية الشريفة؛ فالروح الرياضية لا تقبل القسمة فهي لا ترتبط بالنتيجة ولذلك فلا سباب ولا عنف ولا شغب ولا أعمال منافية للأخلاق بل إحترام متبادل؛ والروح الرياضية في العلاقات اﻹنسانية تعني إحترام قدرات اﻵخرين وغبطتهم لا حسدهم، فالتنافس الشريف في التحصيل اﻷكاديمي يحتاج هذه الروح.
٦. الحمد لله تعالى أن تلاشت في وطني الحبيب احتقانات الألعاب الرياضية ولم يعد للمناطقية أو الإقليمية أو الطائفية أي حضور كنتيجة لوعي الناس وخصوصاً الشباب والجماهير العريضة؛ ما أدى لاستمتاع الناس باللعبة من القلب ليتابعها الكبار والشباب والصغار؛ وهذا يعزز الروح الرياضية وتوسيع القاعدة الرياضية؛ فمطلوب من الجميع قبول النتائج بروح رياضية تحترم روح المنافسة وبإطار أخلاقي لا عدواني ولا تكسبي أو نفعي.
٧. للأمانة كان لرئاسة سمو الأمير علي بن الحسين دور كبير في تطوّر الرياضة والكرة الأردنية؛ فغدت الرياضة الأردنية حاضرة محلياً وإقليمياً وعالمياً؛ فبوركت الجهود الوطنية المخلصة لرفعة الأردن الوطن.
٨. أيام الزمن الجميل في الرياضة الرمثاوية
كانت وما زالت في الذاكرة؛ فأطال الله عمر أخي رئيس النادي العريق السابق عبدالحليم 'أبو الليث' سمارة والرؤساء كافة والرئيس الحالي والإدارات المتعاقبة؛ ورحم الله تعالى أخي خالد الزعبي وأخي وليد الشقران وأخي عبدالمجيد سمارة وأعطى الصحة وأطال أعمار أحبابنا محمد العرسان 'أبو العِر' وعمر أيوب وناجح ذيابات و ياسر ذيابات وغازي الياسين وسامي السعيد وحمودة ذيابات وفتحي ذيابات وفتحي الشرع وعبدالكريم مخادمة وموفق أبوهضيب ومحمود الخب ومحمد الخزعلي وعبدالباسط الخب وسليم ذيابات واحمد الشناينه وعبدالعزيز ذيابات وحسين شناينه واسلام ذيابات وراتب الداوود ومحمد خير ديباجة وغيرهم؛ وأرجو المعذرة من الذين خانتني الذاكرة لعدم ذكرهم فكلهم في القلب.
٩. سمفونية الإحتفالات التي عقبت تتويج نادي الرمثا كانت ولا أحلى؛ فالكل فرح ويعبّر عن إبتهاجه بطريقته الخاصة وشكلوا فسيفساء رائعة؛ وأعجبني مناظر الأطفال والشباب والشيوخ والجميع؛ فكلهم يحتفلون وكلهم في الشوارع ويعبرون عن حبهم للرمثا وفريقها الرياضي.
١٠. حتى إبان رئاستي للإتحاد الرياضي للجامعات قبل عقدين من الزمان كانت الرمثا وما زالت المزوّد الرئيس للرياضة الجامعية في معظم الجامعات الأردنية؛ فكثير من اللاعبين والمدربين والفنيين كانوا مخرجات رمثاوية؛ والرمثا تحوي الكثير من المدارس الشبابية الكروية أيضاً.
بصراحة: ألف مبارك لغزلان الشمال نادي الرمثا بطولة دوري المحترفين؛ وهذا الإنجاز التاريخي يسجّل للجميع لاعبين وطاقم فني وإداري وجمهور وحتى فنانيها المبدعين الذين أبدعوا في أغنياتهم المتميزة؛ وشكراً للروح الرياضية التي تجلت في أوجها في هذا الموسم؛ ومطلوب منا تغيير ثقافتنا المجتمعية جذرياً صوب التنافس الشريف وقبول النتائج؛ وهاردلك لكل الفرق الرياضية فالكل فائز بروحه الرياضية المثلى.