تظهر الأزمات والحوادث الكبيرة والمفاجئة قدرة إعلام الدولة والقائمين عليه على التعامل معها، وذلك من خلال المهنية والمعرفة والاحتراف في التعامل مع المعلومات وطرق ادارتها على مختلف المستويات المحلية والاقليمية والدولية، فهناك تصنيفات مختلفة للجماهير المتلقية فمنها الواعي المهتم ومنها الواعي ايضا وغير المهتم ومنها غير الواعي والمهتم وغير الواعي وغير المهتم الى اخر التصنيفات حسب النظريات الحديثة في الإعلام والاتصال، لما سبق فلا يصح ولا يجوز بأي حال من الاحوال مخاطبة الجماهير المختلفة برسالة واحدة فما يتقبله الواعي المهتم قد لا يتقبله غير الواعي والمهتم ايضا وهكذا، فلكل مقام مقال.
عندما تتناول صحف عالمية في مقالاتها وتحليلاتها الاوضاع في العديد من دول العالم وبالطبع لن يكون أخرها أوراق باندورا؛ لايمكن للإعلام بشقيه الرسمي وغير الرسمي أن يكون مؤثرا وفاعلا في التعامل مع هذه القضايا دون معرفة ومهنية عالية واستيعاب لكيفية التعامل مع مثل هذه القضايا، من خلال خطط واستراتيجيات إعلامية مبنية على أسس علمية مدروسة بدقة وبعمق، أما ان يكون العمل الإعلامي "فزعويا" فلا يصح ولا يجوز لأن النتائج ستكون"مضامين" هشة غير مجدية وخالية من أي قيمة حقيقية وتصب خارج الأهداف المطلوبة وبعيدة عن اتجاهات المتلقي المطلوب مخاطبته بعقلانية ووعي وعلم ومعرفة، لأنه أيضاً سيقوم بالمواءمة بين ما وصل اليه من جميع المصادر مع ما وصل إليه من المصدر الرسمي و بهذا يكون رأيه حول القضية المثارة.
قلنا ان التعامل مع الأزمات يحتاج الى الفهم والادراك ثم الافهام واعطاء الحلول أو ايجاد البدائل المناسبة، ولا ننسى ان إدارة الازمة الإعلامية هي منظومة شاملة ومتكاملة و عمل فريق منسجم يهدف لإيصال الرسائل لجميع الأطراف والعمل على تقريب وجهات النظر، و بالتالي سد الطريق على الأطراف المغرضة و المدفوعة من أجل التأزيم وإثارة الفتن من خلال توفير المعلومات للمتلقي بسرعة ودقة ومصداقية عالية.
بقي أن أقول أن المعضلة ليست النقص في الكفاءات الإعلامية الأردنية المؤهلة والمحترفة لتتبوأ مواقع صنع القرار الإعلامي على المستوى الاستراتيجي ولكنها للاسف تكمن في آلية الاختيار والتعيين لهذه المواقع والتي يتبع فيها نهج المحاصصة والجغرافيا والعلاقات الشخصية التي أوصلتنا إلى حالة من الترهل لا يمكن السكوت عليها ولا بد من معالجتها معالجة عاجلة وجذرية يمكن من خلالها الكفاءات الوطنية المؤهلة أن تأخذ مكانها وتقوم بالواجبات المطلوبة بطريقة صحيحة ومهنية واعية ووازنة.
*ماجستير إدارة الاتصال الاستراتيجي / جامعة جنوب فلوريدا