بالأمس وخلال تقليب الفيسبوك لفت إنتباهي منشور لأحد الأصدقاء، يحتوي فيديو قصير مذهل ومقنع علميا في ذات الوقت، ويشرح تفاصيل رؤية غريبة جدا وغير مسبوقة عالميا وتتحدث عن مستقبل السعودية التنموي، والذي وحسب الشروحات سيعتمد على ثورة ذكية جريئة جدا وغير مسبوقة في العلم.
سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد إبن سلمان يضع رؤية وخطة تنفيذية خلال سنوات لتحويل كامل السعودية إلى واحة ممطرة وغنية ببحيرات وأنهار المياه العذبة والسدود الغنية بالماء، ذات طقس يشبه إلى حد كبير الطقس في أوروبا، ليكون ماطرا صيفا ويعيد التنوع الحيوي والخضار والغابات للمنطقة، كما ويوفر قاعدة عملاقة من الطاقة الكهرومائية ويفتح في ضوئها الباب لنمو مختلف الصناعات ومشاريع السياحة، ويحول أمام ذلك السعودية إلى دولة تعتمد على ذاتها بشكل تام في إنتاجها الغذائي وإنتاجها الصناعي، مما يفتح الباب لملايين فرص العمل وتحقيق إيرادات مالية غير مسبوقة للدولة السعودية.
كأستاذ لعلم جيولوجيا المياه والبيئة وأمام حصيلة خبرتي في التخطيط الشمولي، فلقد أسعدتني الرؤية بتفاصيلها، فالمملكة العربية السعودية الشقيقة ولتنفيذ الرؤية أعلاه كاملة، فسوف تقوم بإحياء بحيرات قديمة جافة تحولت لسبخات ملحية مع مضي الزمن والتبخر وتبلغ مجموع مساحاتها عشرات آلاف الكيلومترات المربعة، وذلك عبر آليات مدروسة لضخ مئات ملايين الأمتار المكعبة فيها من مياه البحر وبشكل مستمر، والتي يفترض أن تتبخر يوميا ووفقا للطقس الحار، لتغني أجواء السعودية بمليارات الأمتار المكعبة من بخار الماء، فتشكل أجواءا لطيفة وتخفض درجات الحرارة، كما وستنشيء سحبا ماطرة عندما تلتقي مع تيارات الهواء الرطب القادمة من المحيط والبحار التي تحيط جغرافيا بشبه الجزيرة.
السعودية في خطتها التنفيذية وبالتزامن مع ذلك، ستقوم بتنظيف عشرات آلاف الكيلومترات الطولية من مجاري الأودية والسيول والمصارف المائية، ونفس الأمر لأحواض تجمعات المياه السطحية، والتي ستملأ بنواتج الأمطار والجريان السطحي الناتجة عن الأمطار الكثيفة التي ستتساقط على ربوع المنطقة من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها وكما تشير سيناريوهات النموذج العلمي المقترح والمعاير، وهنا ستتضاعف نواتج التبخر في الجو كذلك لتزيد من التساقط المطري.
ظاهرة نسيم البحر والبر وتيارات الرطوبة البحرية التي تجعل الطقس في السعودية رطبا ستصبح من الماضي، ويحل مكانها تيارات هوائية طبيعية منعشة.
سدود المياه ستمتليء وعبر مياهها المتدفقة ستولد الطاقة الكهربائية، وعلى مدار سنوات المشروع ستزرع المملكة بعشرة مليارات شجرة من مختلف الثمار والأصناف، وتوزع وفقا للأقاليم المناخية التي ستنتج في ضوء تغير موازنة المياه السطحية لكل إقليم، في خطوة تهديف لتسريع وتيرة النتائج المرجوة.
توفر الماء والطاقة بجانب الأراضي الواسعة والتي ستصبح خصبة عند إستصلاحها، مع رؤية زراعية صناعية سياحية للتنمية، وإصرار على النجاح، كلها وخلال بضع سنوات فقط ستحقق الهدف.
هذا المشروع العبقري العملاق الهادف يأتي في المكان الصحيح لتنمية الإنسان والمكان.
بالتأكيد سيكون للمشروع آثارا طبيعية إيجابية علينا في المملكة الأردنية الهاشمية، إلا أن حكومتنا مطالبة لبحث التعاون مع الأشقاء في السعودية ضمن هذه الرؤية والمشروع، خاصة وأننا في ذات الإقليم جغرافيا، وأن التغير المناخي الإيجابي المفترض وفقا للمشروع يتطلب منا الإستعداد فنيا وإداريا، وخاصة في محافظات الجنوب.
ما أتوقعه كذلك ووفقا للرؤية من ناحية فنية وشموليتها جغرافيا، بأن كل دول الخليج ستشهد تغيرا إيجابيا في الطقس والوفرة المائية.