مدينة العلم والعلماء في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين وعاصمة الثقافة العربية العام 2009 هي الكرك.
وتعني "الكرك” باللغة السريانية "الحصن”، ويقال "إن الكرك كلمة آرامية تعني "القلعة” أو "المدينة المحصنة بأعلى التل”.
ويقال أيضا "إن الكرك أو القرق تعني شجر الفلين باللغة اللاتينية ووردت في التوراة بلفظ كيرك”.
وعرفت الكرك بأسماء عدة منها؛ قير مؤاب وكرك موبا وكرخا وكاركو، وجميع هذه الأسماء آرامية الأصل والجذور وتعني القلعة أو المدينة المسورة أو المحصنة.
وكانت الكرك زمن الأيوبيين إمارة، وتشمل الأردن الحالي من شماله الى جنوبه، بالإضافة الى الضفة الغربية قبل فك الارتباط. وازدهرت وبرز منها علماء في الطب والفقه والحديث والقضاء، وكان أبرز معالمها في ذلك الوقت دار السلطنة وبناها ملك الكرك الناصر داوود ودار العدل والمدرسة الناصرية وبناها السلطان محمد بن قلاوون ودار السكة وقصر النيابة وباب النصر وميدان الكرك والقاعة الناصرية والزردخانة "مكان صنع الأسلحة” والحمام والخان الناصري.
وازدهرت الكرك في عهد الدولة الأيوبية، فتجددت أبواب القلعة وترممت أسوارها وأعيد بناء قراها واهتم الناس بزراعة الأشجار وبالينابيع.
وبقيت تنعم بهذا الازدهار والطمأنينة رغم الخلافات التي اشتدت بين السلاطين الأيوبيين وتعرضت المنطقة لغزو المغول واحتل الظاهر بيبرس المدينة واعتنى بها وحفر خنادق جديدة حول المدينة وقلعتها وعاشت الكرك مجددا حياة هادئة الى أن احتلها العثمانيون في العام 1516.
ونظرا لبعدها عن السلطة المركزية العثمانية، تخاصمت قبائلها فيما بينها على التحكم والسيطرة. وعاشت إبان الحكم التركي فترة من التحكم البغيض.
طبيعتها الجغرافية
تقع مدينة الكرك على هضبة مثلثة ترتفع 900 متر عن مستوى البحر وتحيط بها أسوار أثرية تشكل المدينة القديمة وتشكل قلعتها القمة الجنوبية الطبقية لهذه المدينة، وقد بناها الصليبيون بعد أن سيطروا على هذه المدينة في القرن الثاني عشر للميلاد.
ويبلغ طول هذه القلعة 220 مترا وعرضها 125 مترا من الجهة الشمالية و40 مترا من الجهة الجنوبية؛ حيث تطل على واد ضيق زادته قناة المياه عمقا، وجعلته أكثر ارتفاعا.
وشهدت هذه المدينة وقلعتها الحصينة أحداثا تاريخية مهمة وتحولات حضارية وملوكا وممالك وأمما سادت، وظلت هذه المدينة محافظة على عراقتها.
ويحد مدينة الكرك من الجنوب محافظة الطفيلة، ومن الشمال محافظة مادبا، ومن الشمال الشرقي منطقة القطرانة، ومن الجنوب الشرقي الحساء، ومن الغرب الأغوار الجنوبية.
أما عن طبيعة سطحها، فتتميز بالمرتفعات غربي الكرك. ومن هذه المرتفعات مرتفعات مؤاب ومن الشرق يسودها المناخ الصحراوي.
قلعة الكرك (جوهرة الصحراء)
بنى الصليبيون هذه القلعة الكبيرة لتكون نقطة اتصال استراتيجية متوسطة بين قلعة الشوبك والقدس، وكانت عاصمة لإمارة الأردن الخارجية.
وفي القلعة ممرات سرية تحت الأرض تقود إلى قاعات محصنة، أما أبراج القلعة فإنها تمنح الناظر من خلالها مشهدا طبيعيا خلابا للمنطقة المحيطة.