الصحة النفسية أو حديثاً يطلق عليها الصحة السلوكية تعتبر اﻷهم بالنسبة لحياة الناس ورفاهيتهم، ولتكون الحياة خالية من اﻹضطرابات وسوء اﻷمزجة للإنطلاق صوب حالة العافية التي يتطلع لها الكل؛ وبالتالي التصالح مع الذات جلّ مهم لغايات صحة نفسية إيجابية دونما إضطرابات:
1. الكل يعلم أن إضطرابات الحالة الصحية السلوكية أو النفسية تؤدي لحالات من اﻷرق والقلق والمشاكل في العلاقات مع اﻵخرين وأحياناً الحزن وإضطراب المزاج وغيرها؛ وبالتالي تؤول إلى مزاج غير مستقر وينعكس على الآخرين في المحيط.
2. كثيرون يعانون من أمراض نفسية وإضطرابات في صحتهم النفسية تؤدي لسلوكيات عدوانية للذات واﻵخرين أو المجتمع؛ وهؤلاء الناس عليهم مسؤولية خلق حالة عكسية لواقعهم من خلال تعديل أمزجتهم النفسية طبياً أو تربوياً أو حتى رياضياً.
3. السعادة النفسية والعاطفية تؤدي بالمقابل لمرونة التعامل مع التحديات والتكيف مع التوتر وتؤول بالنتيجة للعافية واﻹبداع في الحياة.
4. السعادة النفسية أيضاً تشيع المحبة والصداقة وإدارة الذات ووقت الفراغ وحل المشاكل والتعامل مع الضغوط بمختلف أنواعها.
5. ما في شك بأن الوضع اﻹقليمي والحالة غير المستقرة في الشرق اﻷوسط، وتنامي معضلتي البطالة والفقر والتحديات الراهنة تؤثر مباشرة على الصحة النفسية لكل الناس؛ لا بل تجعل الناس أرقين وقلقين ذاتياً ومجتمعياً.
6. وصفة الصحة النفسية المستقرة تأتي من اﻹيمان المطلق بالله عز وجل والروحانية والصبر وضبط النفس وتأدية العبادات واﻹستقرار والتصالح مع النفس واﻵخرين، ونبذ مجتمع الكراهية وسوء الظن باﻵخرين وترسيخ مجتمع العدالة والمساواة وإحترام النفس والآخر، وغيرها.
7. مطلوب مساهمة الجميع لتعزيز الصحة النفسية المستقرة لمن حولنا من خلال تعظيم الجزء المليء من الكأس والتعامل بالحسنى والتسامح والمحبة والطمأنينة، وتقليص حجم الجزء الفارغ من الكأس من حيث تقزيم السلبيات والبعد عن المنغصات بأنواعها والبعد عن إثارة اﻵخرين ودحر المزاجية وغيرها.
بصراحة: الصحة النفسية والمزاج العام للناس يحتاج لمراعاة هذه اﻷيام، فالناس نزقة ذاتياً بطبعها كنتيجة للتحديات اليومية ومنغصات الحياة، ومطلوب إسعاد أنفسنا ومن حولنا لننعم بصحة نفسية عال العال وعافية مثلى.