قال عماد سعد، مستشار وخبير البيئة والتنمية المستدامة: «إن فوز الدولة باستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر تغير المناخ (COP28) في أبوظبي عام 2023، هو مؤشر أداء على النمط التنموي السائد فيها منذ البداية على يد الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي حرص على حماية البيئة وتنميتها وسار على دربه الأبناء والأحفاد، فالإمارات تدخل التاريخ البيئي من أوسع أبوابه في حرصها على حماية كوكب الأرض، وهي تتمتع بخبرة طويلة في إدارة الملفات الدولية المعقدة في هذا المجال، وخير دليل على ذلك إطلاقها لـ«مبادرة أبوظبي الدولية للبيانات البيئية» في قمة الأرض للبيئة (جوهانسبورغ أغسطس 2002 بجنوب أفريقيا) بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة».
وأشار إلى أن إطلاق هذه المبادرة جاء لمد يد العون لدول العالم دون مقابل، عبر تحويل التحدي إلى فرصة للنجاح الجماعي، باعتبارها رداً على التدهور والتباين الواضح في آلية بناء قواعد البيانات البيئية في أغلب دول العالم، حيث ظهرت المشكلة بوضوح عندما صدر مؤشر الاستدامة البيئية (ESI) لأول مرة في العالم عن جامعة (Yale) الأميركية خلال انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي (Davos) في شهر فبراير 2002، حيث صَنَّفَ المؤشر دول العالم بحسب التقدم العام نحو الاستدامة البيئية، وتبين أن الافتقار إلى نُظم بيانات بيئية عالية الجودة وقابلة للقياس عائق رئيسي أمام تحقيق التنمية المستدامة على مستوى العالم، وأن نُظم بناء المعلومات البيئية غير صحيحة، كما تم الاعتراف بأنّ تطبيق المقاييس غير الإقليمية والمؤشرات المرتبطة بها قدمت نتائج منحرفة، والخلاصة هي أن جميع صانعي السياسات في أنحاء العالم، يواجهون تحديات لاتخاذ قرارات حيوية من دون البيانات اللازمة. ونوّه بأنّ الإمارات عوَّدتنا دائماً على جاهزيتها واستعدادها لمواجهة كل التحديات، بسبب وضوح الرؤية والمسار، فهي تملك تصوراً واضحاً لحجم التحدي المناخي للعالم والإجراءات المطلوبة، وخطة العمل وآلية التمويل وفق جدول زمني معلوم، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050 تتسم بأربع مؤشرات هي: مزيج طاقي صديق للبيئة وخالٍ تماماً من الوقود الأحفوري، وخفض بصمتها الكربونية وترشيد استهلاك الطاقة على المستوى الفردي والمؤسسي، ورفع مستوى الوعي والمعرفة المجتمعية.