ان التسارع الهائل الذي يشهده قطاع التكنولوجيا حاليا بات مقلقا، لم يعد يخفى على أحد ما مر به العالم من أزمات متتالية أدت الى ضرورة إعادة النظر في جميع القطاعات وضرورة التحول الرقمي لتجنب أي أزمات جديدة او انهيارات قد تلحق بجميع القطاعات. وفقا لوزارة الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال 2020، ان قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ينمو بمعدل خمسة أضعاف نمو القطاعات الاّخرى وبنسبة (11%)، في حين ينمو الاقتصاد بنسبة (2%). من هنا، نجد ان الريادة التقليدية لم تعد تجدي نفعا ومن الضروري البدء بنوع جديد من الريادة والذي يتماشى مع التطور التكنولوجي المتسارع وهو الريادة الرقمية.
ان ما يشهده النمو السريع للتقنيات الرقمية يؤدي إحداث تغيير غير مسبوق في حركة الأعمال، واصبح التوجه لتضمين التقنيات الرقمية في سياق الأعمال التجارية الحالية وبالتالي ظهور الكثير من التحديات للشركات، ولكن الامر الإيجابي انه وفر فرصا جديدة من العمل للصناعات بأكملها وظهور لنماذج أعمال جديدة تقوم على أساس الابتكار التكنولوجي، حيث شملت مزايا التحول الرقمي تحسينات في الإنتاجية والمبيعات والابتكار في المنتجات والخدمات والعمليات وفي خلق واضافة قيمه و تفاعل العملاء.
في هذا العصر لابد من اعتبار الرقمنة أحد اهم الموضوعات التي يجب الاقتصاد العالمي التعامل معها بجديه نظراً للتأثيرات التي أدت اليها، من المهم ان يكون رواد الأعمال على دراية واطلاع بجميع الأمور المرتبطة بها فالرقمنه لم تجلب فقط تطورات جديدة لريادة الأعمال الحالية، ولكنها جعلت بيئات الأعمال الحالية تتحول نحو بيئات العمل الرقمية. وهنا يجذر الانتباه الى الأعمال التجارية الجديدة التي يتم انشاؤها بفضل الفرص التي أتاحتها الرقمنة.
شهدت الشركات القائمة تحولاً من الأعمال غير المتصلة (From offline to online) إلى الأعمال التجارية التي تعمل عبر الانترنت، والتكنولوجيا ، وهو بدوره أدى إلى إنشاء "الريادة الرقمية" كشكل جديد من أشكال نشاط ريادة الأعمال.
ان الوقت الحالي يشهد ظهور فئة جديدة من ريادة الأعمال، وهو ما يعرف بالريادة الرقمية. في الغرب تم الحديث عن الريادة الرقمية من عام 2003 وهناك العديد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بها كشكل جديد آنذاك من الريادة، ولكن للأسف الشديد ما زال هذا المفهوم في الوطن العربي في طور الحبو...
ان الريادة الرقمية ظاهرة اجتماعية واقتصادية وتكنولوجية، و يمكن التعامل معها بوصفها شكلا من الريادة الأعمال التقليدية أو جزء منها ولكنها تقوم على رقمنه العمليات و التركيز على الاستفادة من التقنيات الرقمية الجديدة وبطرق ذكية، مثل الحلول الاجتماعية والجوّالة والتحليلية والسحابية والإلكترونية، والهدف منها تغيير الطريقة التقليدية المتبعة في اغلب المنظمات لإنشاء الأعمال وممارستها في العصر الرقمي.
اصبح مفهوم الريادة الرقمية من الأمور الأكثر تداولاً في مجال ريادة الأعمال، وهي تعبر تأسيس مشاريع جديدة، او تحويل المشاريع القائمة بمساعدة تقنيات رقمية، والاستفادة منها في تقديم السلع، المنتجات، الخدمات والعمليات، التعليم، التدريب، الصحة، التجارة، وغيرها الكثير من المجالات. وشهدت بيئة الأعمال الحالية أيضًا تحولًا كبيراً نحو البيئات الرقمية. ان المؤسسات والشركات الحالية تتوجه نحو التحول الرقمي في الأعمال التجارية عبر الانترنت وان لم تكن قد بدأت فيجب عليها ذلك حتى تجاري التطور الهائل والا ستبقى في الخلف ولن تتقدم، وهو ما أدى إلى ضرورة اللجوء للريادة الرقمية باعتبارها نشاطًا جديدًا ونمطا من انماط وانشطة ريادة الأعمال التقليدية.
وستتيح ريادة الاعمال الرقمية العديد من فرص العمل الجديدة، لذا يجب على رواد الأعمال ان يكونوا على دراية بهذه الفرص والاستعداد للابتكارات المستدامة القادمة، خاصة وان الريادة الرقمية ستحدث تحولًا كبيرًا في الطريقة التي يدير بها رواد الأعمال الرقميون انشطتهم وشركاتهم التجارية اليوم. وبالتالي، تم إنشاء العديد من الفرص الجديدة لرواد الأعمال، لذلك من الضرورة التوجه نحو الريادة الرقمية اليوم وتوجيه رواد الاعمال لها.