في إحدى الدعوات التي تشرفت بإستلامها كانت المشاركة بحضور تخريج فوج جديد من طلبة جامعة مؤتة تحت الرعاية الملكية السامية وبحضور حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم.
وفي معرض طريقنا من عمان باتجاه الكرك استغرفتنا الرحلة أكثر مما توقعنا ومما رسمنا له من وقت، فما كان منَّا ألا أن وصلنا متأخرين وبعد أن كان الموكب الملكي قد وصل أغلقت البوابات الرئيسية للجامعة. ورغم محاولاتنا في إبراز كرت الدعوة ورغم محاولات الدخول إلا أنّنا منعنا من ذلك، فلا يصًح أحدٌ أن يدخل بعد وصول موكب صاحب الجلالة.
من واقعية هذه الأختبار الشخصي وواقع الحياة علينا دائماً أن نستعد وأن نضع احتمالات لكل شيء، هذا هو طريق النجاح، فالحياة لا تسير على وتيرة واحدة، ولا يكفي أن يكون معنا دعوة أو أن تكون حياتنا منيرة، بل يجب أن نثابر على أن تبقى حياتُنا منيرةً ومضيئةً على الدوام حتى لا نصل متأخرين، وإن وصلنا أن تكون حياتنا أكثر تألقاً وأكثر إشعاعاً.
مشكلتنا في المجتمع أننا نتحمس في البدايات، نتحمس مثلاً للتطوع في الكثير من المجالات ولكن سرعان ما تنطفئ همتُنا وتضعُف عزيمتنا، فنسيء لأنفسنا قبل أن نسيء للآخرين. فالعمل يتطلب منَّا المثابرة والدقة والعمل بإجتهاد حتى نقدرَ أن نكون جاهزين في المكان والزمان المعينين. فمصابيح حياتنا تحتاج على الدوام زيتاً يُشعلها حتى وإن طال الإنتظار، وطال انتظار العريس كما في مثل العشر عذارى. فالحكمة تقتضي منَّا أن نستعدَ لأنفسنا وأن نُبقى سراج حياتنا مشتعلا ًعلى الدوام، لأننا لا نعرف الوقت ولا الساعة، بل نعرف شيئاً واحداً أن تكونَ حياتُنا دائماً حياة استعداد " كن مستعداً" مليئة بكنوز السماء التي تبقى وتدوم، "فكل ما عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام"، " وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟َ!"
فحياتنا ليست ملكاً لنا بل لله، ويجب أن نُخرج من حياتنا أفضل ما لدينا من كنوز العلم والمعرفة والثقافة والعطاء والمحبة لننير درب الآخرين في طريق الحرية وطريق السلام. فمتى أُغلقَ الباب لن يَعود يُفتح ثانية.