كيف للقلم أن يرثي رفيق السلاح والقائد العسكري الصلب والعنيد والشجاع ورجل المواقف الرجولية والحزن يعتري القلب والعين ؟!.
كيف أستطيع أن أكتب الكلمات لواحدٍ من أروع وأعظم القادة ، فكل الكلمات التي يمكن أن أكتبها في وداعه أصغر من قامته ، وكل الكلمات التي يمكن أن تقال أصغر من هامته التي لم تنحني الا لله عز وجل ، وكل الكلمات التي يمكن أن تُكتب تعجز عن وصف حبه للوطن والجيش والشعب إنتماءً وولاء وعز وفخار .
فقد الأردن الكثير من رجالهِ و رموزه ، لكنهُ اليوم فقدَ رمزا وطنياً وفياً وصلباً ومخلصاً وعظيماً من رموزهِ العسكرية ، رمزاً سيشهد له التاريخ في تطوير الفكر العسكري والإنساني ، فامتزجت بروحه الطاهرة طبقة العسكر وطبقة الأردنيين المدنيين الذي ما توانى يوماً عن مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم .
يا فقيد الاردن الخالد ، يا عاشق تراب الوطن ورجل الشدائد والمحن ورجل الشموخ والإباء ، في رحلتك مع الحياة اخترت طريقاً وضعك بفخر واعتزاز في سجل القادة العظماء والرجال الأحرار والقادة الأبطال الذين صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه ، لتصبح بسيرتك الخالدة وقيادتك ووطنيتك وحنكتك العسكرية قبلة للشرفاء والأحرار ، ومثلا أعلى للأوفياء المخلصين لوطنهم وشعبهم .
أيها القائد الإنسان الساكن في قلب كل أردني حر شريف "مدني وعسكري" في صفوف جيشنا العربي المصطفوي ، وفي ضمير كل حر وشريف في هذا الشعب العظيم الذي احبك لأنك أحببت الأردن أرضاً وملكاً وشعباً يداً واحدة في السراء والضراء .
أيها القائد يا رفيق السلاح لم تكن يوماً باحثاً عن مجد ولا مغنم ولا دنيا ولا منصب ولا جاه ، بل لنصرة الحق ورفعة جيشنا العربي ونصرة المظلوم ، تحت راية الهاشميين خلف قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني أدام الله مجده وأعز ملكه .
أيها الكركي عشت رجلاً شريفاً حراً ومخلصاً وفياً ، وتوفاك الله صامداً وشامخاً كشموخ قلعة الكرك.
رحمة الله عليك يا أبا مهند ، وستبقى خالداً في ذاكرتنا ، ولن ينساك التاريخ ولن ينساك العسكر .
نم قرير العين ، فهنيئاً لك محبة الأردنيين ورفاق دربك الشرفاء ، ولا نملك أمام فاجعة رحيلك إلا أن نقول "انا لله وانا اليه راجعون".