الزمن ومرور اﻷيام وتقدم العمر كفيلة بتغييرات جذرية لقدرات اﻹنسان الفيزيائية والفكرية والذهنية، وهذه قدرة ربانية ليعلم اﻹنسان بحتمية التوزيع الطبيعي للكفاءة الجسمية التي وسطها وأوجها حول سن اﻷربعين، ليبدأ طفلاً فشاباً فكهلاً، ويكون بأوج عطاءه في مرحلة الشباب؛ ولذلك لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن علمه وماله وشبابه وجسده:
1. التغيرات الجسمية والسيكولوجية تبدأ بالظهور مع الزمن، وهي كفيلة بإيحاءات التقدم بالعمر ودلالاتها؛ والمطلوب ممن حول كبير السن مراعاة ذلك وخصوصاً الحالة النفسية له وتغيّر قدراته رويداً رويداً.
2. أربع شواهد على تقدم العمر تعتبر هي اﻷميز: ضعف البصر وتلون الشعر للرمادي أو اﻷبيض وإنحناء الظهر وترقرق العظام؛ وهذا الشواهد إيذان من الله تعالى لدنو الأجل.
3. هنالك العديد من شواهد إستحقاقات العمر الثانوية وتشمل: التجاعيد وفقدان الذاكرة وتراجع قدرات الرئة والجهاز المناعي وإنخفاض وظائف الدورة الدموية وتدفق الدم وتغيرات في اﻷحبال الصوتية والمفاصل وضعف السمع وإنخفاض القدرة العقلية والمعرفية والجنسية وغيرها؛ وكل هذه الشواهد يلحظها الناس تباعاً.
4. ربما يذكر القارىء أكثر وأكثر من شواهد إستحقاقات العمر ﻷن الكل يشعر بها أو يلمسها على من حوله ﻷن العمر حتماً سينتهي والحقيقة أن اﻹنسان ضعيف ولا يتفكر في ذلك ولا يعتبر إلا من رحم ربي.
5. مطلوب الإتعاظ وإعتبار إستحقاقات العمر قادمة لا محالة لكل إنسان بحكم كبر سنه، ﻷنها جزء من إيماننا؛ ومطلوب طلب حُسن الخاتمة والسعي لها للظفر بالآخرة.
6. ومطلوب إستثمار شبابنا بما هو نافع ﻷن ما نستطيع عمله بشبابنا حتماً لن نستطيع عمله عند الكبر، فالصحة تتدهور مع الزمن في آخر العمر وتكون للأسوأ.
بصراحة: إستحقاقات العمر مؤشرات ودلالات على ضرورة الرُشد التام للإنسان، والعاقل من إتعظ بغيره، فكيف بنفسه!