مع ساعات الفجر الأولى إنطلق من العقبة في أقصى الجنوب الى سحم الكفارات في أقصى شمال اربد قاطعا مسافة تزيد على 400 كيلوا متر بكل ما تحمله الطريق من تعب وجهد ومعاناة وحط رحاله في معصرة المنار انه أكرم البطوش رئيس جمعية صقور الاردن التعاونيه.
البطوش أخذته أمانة المسؤولية التي لا تفارقه مارا عبر معان والطفيلة والكرك ومادبا وأخذ إستراحة في عمان وتابع عابرا محافظات السلط وجرش وعجلون ليصل إلى الحدود المطلة على سوريا.
ورغم تعب الطريق والإرهاق تفقد الزيتون وإختار أجوده من سهول إربد وتابع حبات الخير على خط الانتاج من غسل الزيتون وطحنه وحتى خروج الزيت الصافي إلى عبواتها وتذوق الزيت واستمرت العملية حتى ساعات الصباح في اليوم التالي وكان يبث مراحل عصر الزيتون عبر هاتفه على صفحات الجمعية.
وبعد أن اكتملت كمية الزيت قام بالإشراف على تحميلها وسار عائدا خلف مركبة الزيت الذي وقف على عصره بنفسه ولم يتركها حتى وصول الزيت إلى مستودعات الجمعية وبعدها تنفس
مرتاحا أن العملية تمت بنجاح.
ما الذي دعى البطوش إبن الكرك الابية لأن يسير على الطريق يومين متواصلين ويقطع 800 كليو متر من الجنوب إلى الشمال ويسهر طوال الليل على خطوط الانتاج بدون نوم ويسير مع مركبة الزيت حتى وصولها المستودعات.
أنها رسالة لكل مسؤول في مكان عمله مهما صغر أو كبر أن الانتماء سلوك وحب العطاء أمانة إختارها البطوش وتطلبت منه السفر والسهر وأن يقطع الأردن من شماله إلى جنوبه بحثا عن زيت صافي يقدمه لابناء العقبة ومحافظات الجنوب لانه تربى على أن الرجولة كلمة والغش حرام وأن رئاسة الجمعية مسؤولية توجب العمل بإخلاص وأمانة وانتماء وأن لا تغفل عينه عن شيء قد يسأل عنه اليوم وربما غدا .
لله درك يا أكرم البطوش آثرت التعب وقلة الراحة كان بإمكانك طلب الزيت من أي مكان في الاردن فياتيك وأنت جالس في مكتبك تتناول طعام الغداء وتحتسي الشاي وتتصفح الجوال دون تعب وعناء ولكنك حين إخترت الرئاسة كنت تعلم انها تكليف وليست تشريف وأن هناك رعية تتطلب منك أن تسهر على راحتها فسهرت الليل وهم نيام لتكون أمينا على غذائهم وصحتهم.
الاردني الاصيل اكرم البطوش بسلوكه هذا يحمل رسالة عملية لكل من يريد ان يتصدى للعمل العام هذه الرسالة مفادها أن وقتك وحياتك مسخرة لخدمة الناس واذا كنت تعتقد انها شمه هوى ستهوي غدا مع حقوق العباد ومضالمهم إلى حيث لاعودة، هو درس مجاني قدمه لكم البطوش بدون استراتيجيات او اجتماعات او لجان فقط اعمل باخلاص لوطنك وستكون الدنيا بخير.
بارك الله فيك أكرم البطوش وبالكرك التي ارضعتك الرجولة والامانة والانتماء وحب الوطن
فكنت خير رئيس لجمعية انت الصقر فيها بقيت محلقا لا تنام ولا تغفل عينك على الجمعية والوطن فاجدت ولهذا تستحق كل الاحترام والتقدير وتستحق كل الاوسمة من شرفاء هذا الوطن.