المجد لا يموت ولا يذبل ولا يجف ولا تطوى صحفه ولا يعتلي قامته غبار السنين ، " عُقِمَ النساء فما يلدن شبيهه ان النساء بمثله عقم " .، " يا صاحب الهمّة الشماء انت لها ان كان غيرك يرضى الأين والسّأما ".
هم الرجال سمو في المبادىء ، ورسوخ في الثوابت ، لا يخطفهم بريق المنصب ، ولا يثني من عزيمتهم وثير الكراسي ، " سيف صقال المجد اخلص متنه وابان طيب الاصل منه الجوهرا " ، " ثبت الجنان اذا الجبال تزعزعت حامي الحقيقة حامل ٌ ما اتعبا " .
وصفي قامة المواقف الثابتة ، وطود الامانة الذي لا يتزحزح ، " انت الذي ما زال واضح رأيه كالصبح ان ليل الحوادث اظلما " ، سنذكر بكل سمو لقامتنا الباسقة بعضا من مواقف الثبات على المبادىء في محطات مختلفة من محطات حياته ، ضابطا في جيش الانقاذ العربي في حرب عام 1948 ، ورئيسا للحكومة ، وعينا في مجلس الاعيان ، ووزيرا للدفاع ، مواقف مرصعة باوسمة العز ، وموشحة بالامانة والثبات على المبدأ ." وتظل جيلا بعد جيل حافرا فينا لانك انت وحدك جيلُ ، هذا الخلود هو الخلود ويا ابا الفقراء ان الخالدين قليلُ ".
الموقف الاول : في حرب 1948 ، كان ضابطا في جيش الانقاذ العربي ، شخّص الهزيمة الكبرى للجيوش العربية في نكبة فلسطين بهذة الكلمات : " لو ان عدوا لنا كلفناه باعداد خطة لهزيمتنا ، لما استطاع ان يبدع في وضعها مثلما ابدعنا نحن في سوق انفسنا لهزيمة مخزية مخجلة " ، " واشد ما يخشى عدوٌ غاشم فينا زنود صلبة وعقول " ، " قتلوك يا يا ابن ابي لأنك آخر الرائين خوف تقول ما ستقول ".
الموقف الثاني : البيان الوزاري لحكومته الاخيرة امام مجلس النواب لنيل الثقة : " ان اسوأ انواع الحكم في هذا العالم ، هو الحكم الذي لا يعرف ماذا يريد ، ولا يملك اهدافا يسعى لتحقيقها ، عندها يتحول الحكم الى عصابة او الى تكية للتنابلة او الى اضحوكة وهزء في اعين الاخرين " ، " ان اخطر الآفات التي تؤدي الى تآكل الحكم في أي بلد هي القوقعة او التحجر ، ولعل تلك القوقعة وذلك التحجر هما سماد يساعد على تكاثر الفساد واستشراء الانتهازية وانتشار الارتزاق وتمرد الجهل وتسلط الانحراف " . " وصفي وانت اليوم اخر قلعة للقابضين الجمر والحصاد ، وصفي وانت اليوم اخر فرصة للمتعبين من الاقصاء والابعاد " ، " سلام على وصفي ومنه ازفه الى شجر الاردن اذ مات واقفا " .
الموقف الثالث : كلمته حين كان عينا في مجلس الاعيان عام 1969 للتصويت على موازنة احدى الحكومات : " الذين يعتقدون ان هذا البلد قد انتهى واهمون ، والذين يعتقدون ان هذا البلد بلا عزوة واهمون ، والذي يتصرفون بما يخص هذا البلد كأنه " جورعة " مال داشر واهمون " ، " على الحكومة الا تفسر الانضباطية التي يتحلى بها هذا البلد على انها خوف او جهل او عدم معرفة ، النقمة التي وصلت الى كل مواطن سواء اكان فلاحا وراء محراثه او جنديا في خندقه ، ان مرد هذه الانضباطية التي هي من شيم البلد هو رغبة كل مواطن الا يشوش على حكومة ولّاها جلالة الملك من جهة ، ومن جهة اخرى تقديرا من كل مواطن لدقة الظرف وحرج الاحوال " ، " على ماذا نصوت ؟ على سياسة الابداع في تخريب البلد ، والابداع بالسير به نحو الهاوية ، والابداع بالتشهير به وبأهله ومؤسساته اثناء التبجحات المعروفة لاركان الحكومة في حفلات السراب والطبيخ ، في وسعي ان استطرد الى ما لا نهاية في تعداد عشرات المآخذ والمثالب ، في وسعي تعداد انحرافات ورشوات تبلغ قيمتها مئات الالوف وربما الملايين من الدنانير " ، "البلد لا يستحق سوى الاجلاء الاعزاء رغم تآمر اللاأبالية والفساد على سمعته ، لقد اوصلت هذه الحكومة الامور في هذا البلد الطيب الى درجة الفوضى والهوان والفساد ، حداً لا يصح السكوت عليه كائنة ما كانت الظروف " ، " الذين يتصرفون كالفئران على سفينة في بحر هائج سيغرقون هم كما تغرق الفئران ، وستبقى السفينة تمخر العباب الى شاطىء السلامة " ، " لا مكان للفساد ولا مكان للرشوة ولا مكان لتلون الوجوه ، الميدان فقط للصابرين الصادقين ذوي الرأي الجريء الصريح " ، " اثار هذه المعالم المؤسفة تفاصيلها يعرفها القاصي والداني ، هذه المعرفة انتجت لا ابالية عامة وميوعة في اجهزة الدولة ، وتصاعدت نتيجة لذلك كل عوامل الفساد والانحلال في كل مجال ، هذا التصاعد حتى في ايام السلام والدعة يكفي لتقويض مجهود أي دولة ، فما بالنا ونحن في معركة يفترض ان تتحول الحكومة عندنا الى مستوى الانبياء والصحابة بسبب قداسة معركة المصير " . هذه الكلمات النارية قالها وصفي وهو عين ، يا اعيان ونواب الامة ، اين انتم وسمو هذه المواقف ، " الا لوجه فيه حوران التي ما ساومت يوماً على الحصّاد ، ارحل فدربك لم تكن مأمونة يا اخر الشرفاء والاطواد " ، " وكفى الحمى فخراً اذا نادى الحمى لباه حتى وهو قتيل ، وصدقت جدّ الموت فالرائي بلا عمر وعمر المستكين طويل " .
الموقف الرابع : كان رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع ، كان الموقف الاخير للفارس الذي ترجل قبل اوانه ، غادر الى القاهرة رغم كل المحاولات التي ارادت ان تعدل رأيه عن الذهاب خوفا عليه ، لان كل التقارير كانت تشير بخطورة الموقف ، الا ان حساسية الملف الذي انجزه تحتم عليه عرضه امام لجنة الدفاع المشترك لوزراء الدفاع العرب ، الملف الذي بحوزته والذي عرضه امام الجميع في المؤتمر هو مشروع خطة تثوير الارض المحتلة بدعم عربي ، انتفاضة في وقتها وزمانها ، لكنها الاقدار ويد الغدر لم تمهل الفارس ليرى اثار مشروعه ، فتأخرت الانتفاضة عشرون عام لتولد يتيمة بدون دعم عربي .
" عداك الذام يا وصفي رماحك غير مسنونه ، ودرب الحر يا وصفي كدربك غير مأمونه " .
"مضى طاهر الاثواب لم تبقى روضة غداة ثوى الا اشتهت انها قبرُ" .
" عليك سلام الله وقفاً فانني رأيت الكريم الحر ليس له عمرُ " .
"خير المصالح تسليم على الشهداء ازكى الصلاة على ارواحهم ابدا " .
" ان لم يقيموا لك الذكرى مخلدة فأن اسمك فينا خير تذكار ".