بقلم العقيد الركن المتقاعد الدكتور ضامن عقله الابراهيم
خمسون عاما مضت على ذلك اليوم الحزين الذي توشحت به الاْردن بفقد اعز الرجال الذي امتشق الموت بشجاعه وايمان رغم التحذيرات التي قدمت له الا انه اثر المضي قدما بدون تردد او خوف مما سيحدث له تاركا لنا ولكل من تحمل مسئوليه من بعده حملا ثقيلا حمله لم يدانيه احد على حمله
لا زلت اذكر ذلك اليوم القاتم باستشهاد البطل وصفي التل حيث كنت تلميذا عسكريا في الكليه العسكريه الملكيه وفي السنه الثانيه حيث التحق بالجيش العربي قبلها بعام بأشد الظروف قسوه كان يمر الاْردن يمر بها ولكن كان الفرسان الثلاثه يمتطون صهوه الجواد وهم جلاله المغفور له الحسين بن طلال والمرحوم وصفي التل رئيس الوزراء والمرحوم المشير حابس المجالي قائد الجيش ويالهم من فرسان يفتقدهم الوطن بكل ساعه وحين حين تدلهم الخطوب
فكانت ساعات عصيبه بإستشهاد البطل وصفي التل بكاه الوطن وبكاه الملك وما اعز بكاءالملوك وبكاه حابس وما اعز بكاء حابس الكل بكاه لانه رجل بأمه حمل الوطن على كتفيه ومآلانت له قناه سيف مشرع لايخاف بقول الحق لومه لائم استشهد على ايدي مرتجفه مرتهنة لأسيادها الخونه باعوا ظمائرهم وأوطانهم بسعر بخس وهو سعر الخيانه والعار والذل والى مزبله التاريخ مصيرهم المحتوم
منذ ذلك كبرنا وكبر الوطن وعرفنا ان وصفي بحجم الوطن ولكن كبرت مع الايام خيبتنا بكثير من الرجال الذين تحملوا المسئوليه من بعده لانهم كانوا عاله على الوطن وسرقوا ما سرقوه من الوطن وما استطاعت أيديهم ان تصل اليه لانهم اختاروا ان يحملهم الوطن وليس كما حمل وصفي الوطن
وأوصلتنا الى ما وصلنا اليه ونقول لروحك الطاهره ياوصفي لم نجد احدا يسد مكانك ولازال شاغرا. ليومنا هذا ونقول لدار وصفي تزيني لعل الفارس يعود
تغمد الله روحك الطاهره بواسع رحمته ورضوانه وبالفردس الاعلى مع النبين والصديقين والشهداءوالصالحين وحسن اولئك رفيقا وانا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم