قال مجرب في الحياة :" عماد القوة في الدنيا اثنان ، السيف والقلم ، اما السيف فالى حين ، واما القلم فالى كل حين " .
مطرز على سواعد النشامى بحروف تتضوع بمروءة الاردنيين قول الجد الشهيد عبدالله بن رواحة :
" لكنني أسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات فرع تقذف الزبدا
او طعنة بيدي حران مجهزة بحربة تنفذ الاحشاء والكبدا
حتى يقال اذا مروا على جدثي ارشده الله من غازٍ وقد رشدا " .
مؤتة السيف والقلم والتاج ؛ طابت مكاناً وموئلاً وفرسانا ، كأن على لسان الحسين - طيب الله ثراه - رسول محبة حين قال :" إن لمؤتة في النفس مكانة ، وفي القلب منزلة ، وفي الخاطر رعشة اعتزاز ، كما لها في الذاكرى مسقر مجد وانتماء " .
سيبقى فرسان مؤتة الكرار ان شاء الله تعالى على مر الايام ، راية عز وكرامة تتوارثها الاجيال ،" بهم تفرج اللأواء في كل مأزق عماس اذا ما ضاق بالناس مصدر " .
بُنيَّ الجناح العسكري بسواعد جمة وغفيرة عيية على الحصر ، ولكن ابرزها المربع الذهبي :
راجي نور حداد ، آمر كلية العلوم العسكرية ، القائد الذي ذلل كل الصعوبات والعراقيل وعقبات التأسيس الادارية والعلمية بالتروي والحكمة والحلم وجعل منها سلّما للصعود والنجاح ، ابو النور القائد الذي كان يشرف على وجبتي الفطور والسحور للتلاميذ طوال شهر رمضان الفضيل .
بكر محمد حميد ، مساعد الآمر ، صاحب الصوت الجهوري ، كان اذا رأى هنة او ثغرة في الطوابير ، يداويها بنداء " حرقت البن يا عبد السلام " وكان يرفع معنوياتنا التي ارهقتها الطوابير والقاعات والحلبات بالتحفيز المستقبلي حين تمر الفصائل من امامه ، فاذا مرّ تخصص القانون يقول مرحى بقضاة المستقبل ، ايها القضاة حافظوا على ميزان العدالة من التأرجح ، وحين يمر تخصص اللغة العربية يهتف بصوت حافظ ابراهيم " انا البحر في احشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي " ، وحين يمر تخصص اللغة الانجليزية ، يروي قول الهادي البشير " من تعلم لغة قوم أمن شرهم " ...وهكذا الى ان ينتهي الاستعراض اليومي ، وقد غسل كل التعب بترياق المعنوية .
عودة عطية الليمون ، رئيس دائرة المدربين ، الممسك باقتدار الواثق بكل الميادين ، مشاة واسلحة وحلبات ، دون افتئات او تجاوز .
احمد صالح حمودة ، حصان الميدان بلا منازع ، الصوت الذي يحمل في اوتاره زمجرة الاسد وزمزمته ورزيمه ، الصوت الذي تم تحبيره في ميادين الوطن ، الصوت الذي تشنف له الآذان وتطرب له القلوب ، الصوت الذي يغسل ادران التعب ، الصوت الذي ترقص لسماعه البنادق وتزغرد له فوهات الرشاشات ، الصوت الذي تهش له الطوابير وتنتظم على ايقاعه الكتائب _ زيد وجعفر وعبدالله وخالد _ ، الصوت الذي ينتشي له الاديم والفضاء والطيور ، " مؤتة كم غنى فيك وشدا هاتف السؤدد صداح النّدا " .
احمد.صالح حمودة ، المزمار الداوودي الذي صدح في ميادين وادي الحجر وجلجل في ميادين مؤتة .
آه يا مياديني " ان الخيول تموت حزنا حين يهرب من حناجرها الصهيل " .
في ميادين مؤتة حين كنا نسرف في التعب ، كان صوت احمد صالح اكسيرا لا يقاوم ، كان ترياق شهي للمعنوية .
على ايقاع صوته كنا نستقيم ، ونخطف الحذاء باطراف العيون لكي لا يعوّج صف الوطن .
" وأن الكرام الغر زينة اهلهم وهم عصبة جادت وسادت وقلّتِ
وقلّتها خير الشهود بفضلها وافضالها عبء النفوس الكريمةِ
عليها من التيجان تاج من الندى وتاج من التقوى وتاج مروءةِ
واشهد كان السيف ابيض مصلتاً وهيهات منه كل ابيض مصلتِ " .
يا ابا الحسين هؤلاء عزوتك الامناء في النصيحة وحمل الامانة ، نشيدهم في طوابير الصباح والمساء :
" اني لاقسم بالاله قسماً تخر له الجباه
اني سأخلص للمليك وللبلاد مدى الحياه " .
يا سيد البلاد وعمادها ، ان المستورد لا يعمّر وطنا وحقيبته جاهزة للاقلاع عند اول شفير لا سمح الله ، وان مزدوج الجنسية جوازه حاضر في كل حين للدمغة وبلا استئذان يستظل بدفئ القانون الذي يوفر له الضمان .
اما جنودك ابناء الوطن ، النشامى ابرار في القسم لله وللوطن وللمليك مدى الحياة ،" بيض الوجوه ترى بطون أكفهم تندى اذا اعتذر الزمان الممحل " .