كلما سرحت النظر واخذت نفسا عميقا ..وأمعنت في سواد عينيك حبا وألقا في الماضي الجميل ...تثاءب رسمك في هيكل جسدك في لحظه وسن علتني فيها رعشه عشق في نشوه شوق لذكراك الخالده في القلب والنابضه في مدخل شرياني والمتده والمتمده في مجرى الوريد .....الشوبك ...يا مسقط الراس ...يا حزام الضهر وعقال الرأس....الشوبك يا صبر الاباء وهم يتلثمون بالحلم في الزمن الصعب والطريق الوعر ...الشوبك يا زغاريد النشميات في وجه الحصاد وترويده في ناى الراعي في مساء جنوبي مختال ....الشوبك يا غربه الروح وهي تدور ذائبه في رحى الجسد ..يا ورده فتح الفجر عينيها وتمايلت في المساء وهزت القلعه خصرها فانبت واديها التين والزيتون .....يا سيدتي يقتلني ضباب الذكرى ..والذكريات تقتلني بصمت عن حب قديم ...لم يبق لي منها سوى بقايا اقتات عليها في سنين القحط وزمن جدب الرؤى . فيطوف في وجداني غناء الزمن الجميل في حضرتك وفي طله القلعه واسوارها البهيه ان (والشوبك يا حلو اسواره ..فيها العيال الانماره ).....الشوبك يا عقال الرأس ..ثمه احساس بالألم وأنين بالشكوى يلاحقني ويطاردني في كل زمان ومكان وكلما خلوت بنفسي من نفسي ..هي ثرثره العقل بأسئله تقف حائره على طرفى اللسان ...اسئله بحجم الوجع ...أين دخان طوابينك ؟؟!اين خرير الماء في السواقي وهو يشق سكون الليل لتشرب الكروم ؟؟اين البيادر ...السنابل ...والمناجل ؟؟؟اين السامر والحداء والسمار ؟؟؟اين اليناببع والعيون وشلايا العنم ؟؟؟اين وأين ؟؟؟!! بحرقه الجواب من قلب محترق ..ياتي الرد والجواب صعبا ومرا ...كل شئ هناك غادر ورحل ..حتى العيون جف ماؤها .اما الانسان طوى من متاعه ما طوى وهاجر ... الشوبك تحتاج منا ان نعيد معها الخطاب من جديد فهى لنا ولها حق علينا ./صالح الطوره