كل الشعب الأردني يعلم بأن سماسرة اللحوم والمواد الزراعية من خضار وفواكه هم الوحيدون المستفيدون من غلاء الأسعار ، فكيلوا اللحمة البلدي عندما يتراوح سعرها ما بين 9- 11 دينار وبينما مربوا الأغنام يشكون من الخسارات المتلاحقة وكذلك المواطنون يشتكون من غلاء الأسعار .
ولهذا فإن المنطق يقول أن المستفيدون الوحيدون من هذه العمليات هم الوسطاء أو السماسرة .
وما ينطبق على الخِراف والأغنام والدواجن ينطبق أيضاُ على الخضار والفواكه ، فالمزراعون يشتكون من غلاء الأسعار للمواد الخام ونقص الأيدي العاملة وارتفاع أجورها وكلفة والطاقة والمياه وبالتالي عدم جدوى إنتاجية هذه الزراعات بالمستقبل ، والدليل على ما نقول أن بكسة البندورة التي تحتوي على 8 كغم تشتريها من المزرعة بدينار أو ديناران بينما من المحل تشتريها ب( 5-7) دنانير ،وهذا مما يؤكد على أن الوسطاء والسماسرة والتجار هم الذين لا يخافون الله في ارتفاع الأسعار وهم الوحيدون المستفيدون من هذه العمليات التجارية .
ولهذا وبمجرد ان صدرت اشاعات بأن معالي وزير الزراعة قد صرح بأن هناك نية تتجة لاستيراد اللحوم من جورجيا ، وبمجرد تداول هذه الاشاعات فإن الغريب بالأمر أن الاسعار للحوم البلدية قد نزلت بمقدار الربع من 10 دنانير إلى 6 أو 7 ، وهذا يؤكد أن هناك جشع وطمع و استغلال من قبل الوسطاء والسماسرة الذي يشترون بأقل الأسعار والتي لا تشجع لا المزارعين ولا مربون الأغنام على الاستمرار بزراعاتهم وتربية اغنامهم ولا المواطنين من ذوي الدخول المتوسطة بشراء هذه المواد .
ومن هنا فإنني أشد وأثني على أيدي وزارة الزراعة ووزيرها المحترم والنشمي بأن يفتح باب الاستيراد للسلع من الخارج في حال عدم انضباط أسعار هذه المواد وبقاء الطمع والجشع والاستغلال في نفسية وسطائها وسماسرتها .
وانني استغرب من هذه الهجمات التي يتعرض لها معالي وزير الزراعة النشمي الذي لا يمكن أن يقبل أن يزاود عليه احد لا بالولاء ولا بالانتماء او بالوطنية ، وخصوصا أن معاليه يعمل جاهدا على إنشاء شركة لتسويق الخضار والفواكه سترى النور إن شاءالله مطلع العام القادم ، والتي ستعمل على لجم و تغول السماسرة والوسطاء وارتفاع الأسعار .
وأخيرا فإنني اقول لمعالي الدكتور خالد الحنيفيات سِرً على بركة الله وادعس على دواسة البنزين واحرق كل الأسعار والطماعين الجشعين ، لعل وعسى أن يتم انصاف المواطن الفقير والمزارعون ومربوا الأغنام المظلومين .