يحتفل الأردنُّ الليلة بميلاد السيد المسيح من عذراء مباركة نقية، وهي المُبَارَكَة حاملةُ البركة لنا جميعاً. وتقام لذلك في جميع كنائس المملكة الصلوات والقداديس إحياء لهذه الذكرى الخالدة التي تذكرنا بإفتقد الله لنا من العلاء بطفلِ الميلاد الذي جال يصنعُ خيراً ويشفيَ كلَّ ضعفِ في الشعب ويوجِّهُ أنظارَ العالم إلى عالم الروح وإلى الملكوت السماوي.
وبهذه المناسبة السعيدة إستقبل قبل أيام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم رؤساء وممثلي الكنائس المسيحية في الأردن وفلسطين في قصر الحسينية العامر ونقل لهم أحر التهاني بالعيد السعيد وإعتزازه بتمسكهم بالعهدة العمرية التي رسَّخَت جذور الوئام والأخوة الإسلامية المسيحية، مؤكداً جلالته استمرار الأردن في الوصاية والرعاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وبأنَّ الأردنَّ ملكاً وحكومةً لن يألوا جهداً في تقديمِ كافةِ التسهيلات لما تحتاج إليه الكنائس العربية المشرقية وأبنائها، الذين أجمل ما وصفهم به في تغريده خاصة ليلة عيد الميلاد بأنهم "الشركاء" في بناء ورفعة هذا الوطن. فالأردنيون المسيحيون هم "أهلنا وأخواننا"، وهذا ما أكد عليه أيضا في تغريدته سمو ولي العهد المعظم الأمير الحسين بن عبدالله. وهذا يُعَّدُ من أجمل التعابير وأصدقها بعيداً عن المصطلحات الشائعة التي قد يستخدمها البعض كأبناء الطوائف المسيحية، والتي ترسّخ في الأذهان معانٍ غير مستساغة وغير مستحبة، بعيداً عن مفهوم المواطنة والشراكة والأهل والأخوَّة.
هذا وقد تمّنت جلالة الملكة رانيا العبدالله في تغريديها الميلادية الفرح لجيمع القلوب ولجميع البيوت، مؤكدة أن جميع الأردنيين هم عائلة واحدة.
فكيف لا يحق لنا أن نفخر بهذا الوطن وبقيادته المباركة. وإننا إذ نجد في هذه التهاني الملكية وفي هذه التغريدات رسائل وطنية علينا أن نبني عليها لمزيدٍ من المحبة والتعاضد والتعاون والتكاتف بعيداً عن لغة التعصب والطائفة البغيضة، مرسِّخين قيمَنا الدينية السمحة في المحبة والرحمة وإحترام الآخر حتى ولو اختلفا في الدين أو العقيدة.
كل عام والأردن والعائلة الأردنية الواحدة وقيادتنا الهاشمية بألف خير وسلام