الأصل من الناحية الدينية أن لا يعزم الإنسان على فعل أي شيء مستقبلي إلّا أن يتوكّل على الله تعالى ويأخذ بالأسباب ويقول: إن شاء الله تعالى على سبيل المعرفة بأن الله تعالى هو الذي يحقق مُراده وهو تعالى الذي يُنفّذ القضاء ويوقع القدر المحتوم، وورد ذلك صراحة في سورة الكهف في الآية 23-24 بقوله تعالى: "ولا تقولنّ لشيء إني فاعل ذلك غدا إلّا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت"، لكن ممارسات "معظم الناس" تختلف جذرياً عن هذا المفهوم، وهي غير مقبوله مع الأسف وتُسيء للدين:
1. بعض الناس يقول "إن شاء الله" تواكلاً وليس توكّلاً ويقصدون عدم الأخذ بالأسباب مع توقّع نتائج إيجابية.
2. البعض الآخر يقول "إن شاء الله" ليوعد الآخرين بعمل شيء وبتراخي ولا يعمله مع سبق الإصرار والترصّد.
3. كما أن البعض يتفنن في التخلّص من معضلة لديه ليوهم الآخرين بأنه سيفعل شيء مستقبلي بالرغم من أنه لن يفعله فيقول "إن شاء الله تعالى".
4. البعض يستخدم "إن شاء الله" كلغو دائم دون أن تكون تعنيه بشيء سوى تكرارها دون معنى أو مضمون.
5. البعض لا يمتلك اليقين الكافي بإستخدامه ل "إن شاء الله" ولذلك تكون سلبية وكأنها لا وزن لها لديه.
6. البعض يستخدم "إن شاء الله تعالى" لدفع الأمور للأمام لعدم قدرتهم على تنفيذ شيء في الحاضر.
7. البعض يستخدم "إن شاء الله" لبعث تطمينات لمن حوله بأنه ينوي فعل الشيء بالمستقبل.
بصراحة: لا يجوز البتّة الإستهانة بالأمور الدينية وألفاظها لغاية في نفس يعقوب، أو حتى العزف على أوتارها بترانيم حسب الطلب والحاجة، والنوايا أحياناً وحُسنها ربما لا تُسعف الناس كلّ الوقت، فكل ما سبق ذكرة يدخل في باب التسويف والفلسفة واللف والدوران لا الأخذ بالمعنى الديني ل "إن شاء الله". والمطلوب أن نستخدم "إن شاء الله" لمنطلقات إيمانية بحتة لا حسب أهوائنا ومزاجيتنا، وإنما اﻷعمال بالنيات.