تعتبر عملية تثقيف وتوعية المجتمع بذوي الإعاقة ومتطلبات دمجهم في المجتمع من المهمات الصعبة والتي تسعى لتحقيقها المؤسسات العاملة في هذا المجال، حيث قطعت شوطاً كبيراً في هذا الإتجاه بتوعية المجتمع بأهمية دمج هذه الفئة وما يجب أن تلعبه الأسرة والمدرسة مع ذي الإعاقة لدمجهم في المجتمع وكذلك دور وسائل الإعلام المهم في استعراض مشاكلهم بصورة واقعية وحقيقية ومحاولة حلها ضمن آلية تتبناها الجهات المعنيه .
وعند الحديث عن عملية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، فهي ليست شعارات رنانه إنما هي واجب وطني يجب أن يتم اتخاذ الخطوات الإجرائية اللازمة لتحقيق أهداف هذه العملية بشكل فعلي وحقيقي على أرض الواقع كما ينبغي لتحقيق الأهداف التي وضعت من أجله.
كما يجب أن نعرف أن الدمج إستراتيجية إصلاح عالمية شاملة هدفها إشراك الأشخاص ذوي القدرات المختلفة في المدارس العادية والمجتمع بشكل فعال، من خلال تكييف المناهج الدراسية وأساليب التدريس والاجراءات اللازمة لعملية الدمج، بغض النظر عن قدرتهم.
وهناك مبررات كثيرة لدمج ذوي الإعاقة حيث يواجه الأشخاص ذوي الإعاقة تمييزا سلبيا واستبعادا، ينعكس هذا النهج سلبا بطرق مختلفة، مما استدعى ذلك إلى أهمية دمجهم في جميع مجالات الحياة وكما أكد على أهمية ذلك المجتمع العالمي الذي أطلق عددًا من المبادرات والحملات التوعوية للاعتراف بالتعليم كحق إنساني أساسي لكل فرد مثل، اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتي تضمنت بأن التعليم هو حق إنساني أساسي لكل شخص بما في ذلك ذوي الإعاقة، والاعتراف بأنهم أكثر الفئات ضعفاً ويواجهون أنواع مختلفة من التمييز والتهميش، كما شجعت الدول على ضمان دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في نظام التعليم العام والمجتمع وعدم تمييزهم عن الأشخاص العاديين.
ويعزز ذلك الاستجابة للاختلاف من خلال تعزيز مشاركتهم، والحد من الإستبعاد والتهميش ، مما يسهم في ذلك في التنمية الشاملة المستدامة الموازية للأفراد على اختلافهم.
ولكي تتحق متطلبات نجاح عملية الدمج لذوي الإعاقة يجب أن يكون هناك مجتمع متماسك يستجيب للاجتياجات الفرديه لكل من يطلب ذلك و هنالك متطلبات خاصة للتعليم في المدارس الشاملة وهي كالآتي :
أولا: إيجاد مجتمع مدرسي ايجابي، يقبل ويرحب بالتمايز، وتقييم الاختلافات، والأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
ثانيا: تنفيذ المنهج متعدد المستويات والتعليم متعدد الأساليب، والانتقال من التدريس التقليدي إلى التعليم الذي يميل إلى التعاون والموضوعيه.
ثالثا: تأهيل وتحفيز المعلمين للتعليم بشكل تفاعلي، حيث يعمل الطلاب بطريقة جماعية، ويتم اشراكهم في الأنشطة مع أقرانهم.
رابعاً: تحفيز المعلمين والطلاب باستمرار، وتعزيز التعليم الجماعي والتعاون والتشاور، ومجموعة متنوعة من التقنيات لتقييم الأداء، والتركيز على المساعدة الفردية في العمل مع مجموعات الطلاب.
خامساً: إشراك الآباء والأمهات بصورة فعليه ذات معنى في التخطيط، بما في ذلك خطة تطوير التعليم الفردي، حيث يجب تشجيع الوالدين على البحث عن طرق لتعزيز تنمية أطفالهم، حيث يواجه الوالدين وذوي الإعاقة درجة عالية من القلق فيما يتعلق بمستقبل أبنائهم.