قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( جالسوا الكبراء، وسائلوا العلماء، وخالطوا الحكماء) حديث صحيح رواه الطبراني.
من باب البرّ بالعلماء العظام، روافع وروافد العلم والمعرفة والثقافة نستذكر مواقف الحكماء الكبار الذين كانوا محطات تنوير في العلم والتربية والتوجيه والإرشاد ، ومن الواجب الأخلاقي علينا أن نذكّرهُم بالخير وندعو لهم ، ونعظم إنجازاتهم ودورهم الفاعل في مجالات نشر العلم والمعرفة والتربية والإصلاح وغرس القيم الأصيلة والقدوة والسمو فأصبحوا في دفاتر الزمان النموذج في الاقتداء، لأنهم تركوا لنا بصمة إنسانية وأثر جميل يدلل على كثرة عطاياهم وهي كثيرة ومتنوعة في المجالات الإنسانية، ولا نستطيع الإحاطة بها لأنه لا توجد آله حسابية تقدر أن تحسب القيم الإنسانية ولأنكم في مواقفكّم الإنسانية النبيلة من الكبار ، والعلماء في الفقه والمعرفة نتعلم منكم ما فآتنا من معرفة وخبرة، والحكماء في إعطاء الرأي والمشورة للأسترشاد والأستدلال برأيكم الموزون لتجنب الزلال والتّيِه في مسارات الحياة ، فنود أن نكون دايماً على تواصل معكم وبقرب من هذا المنتدى الإشعاعي الفكري والثقافي عالي القدر والمجد والمكانة العلمية والإنسانية لينخطوا خطوات نحو فضاء المعرفة والفكر والتي لا نجدها إلا في مدرستكم لنضوجها المعرفي والدراية والحكمة، حلوة المذاق في تذوق معانيها، نفهما بدون شرح وتفسير لأنها مكتملة النضوج ..وكما يُقال وجالس جميل الروح...تُصبك عدوى جمالهُ لذلك لا نرغب بالابتعاد عن هذه الشجرة التي نستمتع بثمارها الناضجة وظلالها الوارفه... نعم لأنكم الشيوخ والوجهاء والعلماء ولستمّ القاباً تُذكر وإنما أفعال تُحكى وتُغنى ، فمأثركم تحُكى شعراً ونثراً على لسان من تعطر بأخلاقكم ومكارمكم، فأنتم للمجد نسباً ، وللكرامة صهراً ، وللعدل سيفاً بتاراً...فأسمكم وتاريخكم عندنا يتبارى ويتنافس الشعراء لنظم الأشعار لوصف أمجادكم ومآثركم في مجال الفكر والإبداع والأخلاق ونشر الفضيلة فأصبحتم القدوة التي نؤشر عليها بالقلم الذهبي للأقتداء بكم...
ففي كل صباح ومساء نود أن نجدد الود والمحبة والاحترام لمقامكم السامي ونقول لكم بأنه يبقى الصبح عندنا ليلاً حتى نقراء أفكاركم النيرة ونقف عند محطات مجدكم لينتعلم منكم الدروس والعبر والإرشاد لأنه فيها ما يسمى الحكمة واليقضه ألتي تنير عتمتنا وبصيرتنا بأنواركم الزاهية الرصينه..نعم نود أن نتعلم من مجالس الشيوخ الفطنة والبلاغة والفصاحة لأنه لا أحد يستطيع أن يتقنها إلا من جالس الشيوخ في دواوينهم وتعلم منهم كيف تحل القضايا ضمن الحكمة والرؤية ويزن الأمور بميزان العقل، ولم نجدها في كتب المدارس لأن هذا التخصص من العلم والمعرفة لا يعرفه إلا الفقهاء من الشيوخ والنبلاء أمثالكم لذلك نود ملازمة هذه المجالس لأتقان فنون إدارتهم للحياة بأساليب متقنه وضمن منهج لا يخرج عن قيم المجالس الفقهية والفكرية لهذه المجالس بقيمها وعاداتها الموزونه ...
فأسأل الله لكم قطره من سحائب كرمه لا تبقي لكم ذنباً، ونظرة من رضاه لا تترك لكم كرباً، ورحمة من خزائن جوده لا تدع لكم هماً ولا حزناً.
أسعد الله أوقاتكم بكل خير وسعادة وسرور وجعلكم دوما منارة وبوابة للخير والعطاء الجميع ينتفع بها ويبعد عنكم الشر والأشرار وينعم عليكم بنعمة الأمن والأمان وراحة البال ويبعد عنكم عثرات الزمان ويرفع عنكم البلاء والوباء والأمراض المعدية إنه سميع مجيب الدعاء...