كثيرا ما ينتابنا شعور بالضيق فور دخولنا المنزل، فنشعر بعدم الراحة ونهرب بعيدا عنه لوجود طاقة سلبية، أو عند دخولنا مستشفى نشعر بالطاقة السلبية، ويصيبنا شعور بالاكتئاب ونود الخروج بسرعة، وعند وجودنا أيضا بمكان عمل غير متوازن بتصميمه الداخلي والخارجي، أو عند زيارة أحدهم ترغب بإنهاء الزيارة فورا، عكس ما نشعر به عندما نكون بحديقة أو على شاطئ بحر أو في منزل أنيق لوجود طاقات سليمة غير مُسمَّمة تتدفق بانسيابية فَننعم بحياة أفضل وتجذب لنا الحظ والصحة والحب.
أنماط حياتنا معقدة وبعيدة عن الطبيعة لذلك نُعاني من التوتر والقلق والإجهاد، والكثير منّا يعاني من مشاكل مستمرة في العلاقات الاجتماعية والأسرية أو صراعات في العمل، ومشاكل صحية أو مع سلوك الأطفال أو فشل في مشروع معين، لذلك علينا مراعاة عنصر امتصاص الإجهاد في إعادة تصميم وترتيب عناصر معينة واستخدام الألوان والاتجاهات الصحيحة، والاستخدام السليم للمساحة والألوان والأثاث وموقعه وغيرها من التفاصيل الداخليه للمنزل أو مكان العمل، بحيث نَضمن تدفق الطاقة الإيجابية أينما وجدنا، وباستخدام الطاقة الكونية أو طاقة الحياة غير المتناهية والتي تمد كل كائن حي بالطاقة التي مصدرها الشمس والهواء والتراب، يتغير شعورنا من سيئ إلى جيد، ونحافظ على تدفق الطاقة بلطف بكل مكان نوجد به من خلال وضع عناصر الطاقة في الاتجاهات المناسبة لها، وهذا يساعد في الحصول على الحب والترقيات الوظيفية والثروة وتكوين العلاقات الصحية.
فطاقة المكان مهمة جدا ولا تقل أهمية عن طاقة الأشخاص، وتعتمد على تناغم طاقتي الهواء والماء اللتين تعتبران أساس الطاقات في الكون، وأي اختلال في مراكز الطاقة سيؤثر سلبا في أفكار الإنسان وصحته ومزاجه لأننا بطبيعة الحال نتأثر بالمكان والمكان يؤثر فينا، ففي دراسات عديدة أجروها لأهمية تطبيق طاقة المكان واستغلال المساحات بأفضل الطرق التي تجعل الطاقة تتدفق بحيوية في المستشفيات، لاحظوا سرعة تشافي المرضى وتغيّر مزاجهم للأفضل، وفي المدارس لاحظوا تمتع الطلاب بحالة ذهنية ممتازة وتركيزهم زاد، ولاحظوا تحسن الأداء للموظفين الذين يتوفر لهم كل وسائل وسبل الراحة والبيئة الصحية، مما زاد من شعورهم بالانتماء والرضا الوظيفي.
يجب علينا أن ننظف طاقة المكان عن طريق التخلص من الاكتناز الذي يعرضنا للإجهاد والإحباط الناجم عن الفوضى إلى الإكتئاب، حيث ربط خبراء في مجال علم النفس الإكتئاب بالإكتناز الذي يعرف بأنه الصعوبة المستمرة أو الخوف من فراق الممتلكات الشخصية بغض النظر عن قيمتها المادية، وهذا يؤثر سلبا في حياتنا، لأن الشخص الذي يشعر بأنه غير سعيد فإنه يفتقر بالحقيقة الى الطاقة الإيجابية التي تقل عند هؤلاء الذين يتعاملون مع الفوضى واكتناز الأشياء التي تسبب لهم فوضى في العواطف.
كنت قد لاحظت – وأنا بإحدى المؤسسات – أن طاقتي الإيجابية بدأت بالانخفاض من جراء وجودي في مكان عمل تصميمه لا يليق بموظفيه، فكنت بمكتب صغير مع زميل آخر والمكاتب مختلفة والكراسي مهترئة ولا يوجد شباك ولا إضاءة كافية، ما استدعاني الأمر إلى تطبيق مبدأ طاقة الحياة وإحضار ما يلزم من لوحات وأثاث وورد وإضاءة لتجميل مكان العمل وبث الروح والطاقة الإيجابية فيه، فأصبح مصدرا لتوزيع الأمل والإيجابية، وبمنزلي أعدت ترتيبه وقللّت من الأشياء غير المستعملة والمخّزنة، وإستخدمت الألوان المناسبة حسب وظيفة لون، إضافة الى الورد والأشجار واللوحات والكريستال الذي يمتص الطاقة السلبية، فما نؤمن به نراه، وما نردده يتحقق.
وكما طاقة الأشخاص الموجودين بحياتنا مهمة، الأهم أن نتذكر دائما أن السعادة ليست بكثرة الأصدقاء أو بقدر نوعيتهم وأهميتهم بحياتنا، فلا يجب أن نخاف على خسارة أحد سبب لنا ألما وضيقا، وعاش بسلبية أبدية، يجب أن نعيش بالطريقة الصحية والصحيحة المناسبة لنا بحلوها ومرها بشرط أن نختارها نحن، لنبحث عن راحتنا ولننصت لأنفسنا ونتقبل الحقائق كما هي، فمن رحل لن يعود، ومن بقي فهو الأحق، وجراحنا لن يداويها غيرنا، إن شعرنا برغبة في البقاء مع أي شخص في أي زمان ومكان لنبقى، وإن لا فلنغادر، لنبحث عن راحتنا مع أشخاص ما دمنا مقتنعين بما نفعل من دون تبرير، أحيانا نلتقي أحدهم فتمتلئ حياتنا بالحب والتفاؤل والأمل فيكون هو طاقة الحياة وعناصرها، هذا الكنز الحقيقي والإيجابية والسعادة، ومقولة أمي في ناس مناح ما في منهم وفي ناس منيح الِّي ما في منهم.