قد نقابلهم في كل الأمكنة... وأحيانا هم أفراد من عائلتنا، يشبهوننا في كل شيء لكننا نراهم غريبي الأطوار.... فالمصاب هو شخص فقط يختلف اختلافا يضعه وعائلته أمام نظرة المجتمع الإقصائية وعندما تغيب الدولة عن المشهد تنتهك حقوق المصابين بالتوحد.
تبدأ رحلة المعاناة منذ الأعراض الاولية وصدمة وإنكار من الأهل ، وتطمين من المحيطين، إلى البحث عن مكان ملائم يحتضن طفلهم...
وبين سوء الحالة المادية لكثير من الأسر وغياب المراكز المتخصصة الحكومية والغلاء الفاحش لرسوم المراكز الخاصة يصبح الطفل هو الضحية...
تستقبل المدارس الحكومية بعض الحالات المتوسطة شريطة وجود مرافق، وبعض الاسر تكتفي بالرعاية المنزلية ، فتزداد عزلتهم واعتمادهم دائما على الآخرين والبعض يتدبر أمره على حساب موازنته المهلهلة ليرسل طفله إلى مراكز خاصة ..
المؤسف.. أن حكوماتنا المتعاقبة تطبق عليهم القانون، فما أن يبلغ المصاب سن الثامنة عشرة حتى تدير ظهرها فتقطع المخصصات المالية اليسيرة ، والتأمين الصحي عنهم، في وقت يئن فيه الكثير منهم تحت وطأة الفاقة ، ومرارة العوز وما تقدمه الحكومة... هو اعفاء جمركي مع أن الكثير.. لا يستطيع شراء مركبة.
فيا أصحاب الضمائر الحية، يأمل أهالي الأطفال .. تدخل أصحاب القرار لإيجاد حلول مناسبة تعينهم على هذا الابتلاء ..