شكّلت الإعلامية عطاف الروضان نموذجاً ريادياً في مسيرتها الإعلامية وتدرجت كصحفية ميدانية ومعدة تقارير ومقدمة برامج سياسية واجتماعية وبرلمانية، وآمنت بقضايا المرأة وتبنتها، وكانت خير مدافعة عن حقوق نظيراتها، كما حصدت العديد من الجوائز في المجال الإعلامي.
الروضان مدربة ومتحدثة في قضايا المرأة والإعلام المجتمعي والتنموي، وكانت قد انتخبت كأول امرأة عربية عضوة في المجلس التنفيذي للمعهد الدولي للصحافة» الشبكة العالمية للمحررين والناشرين والصحفيين البارزين من أجل الصحافة المستقلة»، والمعهد هو اقدم مؤسسة عالمية تدافع عن الصحفيين، وتم اخيراً تعيين الروضان نائبا للمدير العام والرئيس التنفيذي للعمليات في شبكة الإعلام المجتمعي، وهي مسؤولية جديدة في مسيرتها.
وشغلت الروضان مديرة لراديو البلد وعملت في إدارة المشاريع الإعلامية لتمكين النساء والشباب، وفازت بجائزة الريادة التحريرية للنساء 2020 في المنطقة العربية من برنامج النساء في الأخبار مؤسسة وان افرا، وجائزة أفضل تحقيق استقصائي للعام 2014 عن تحقيق «الزواج البراني: عدم توثيق عقود زواج اللاجئين في الأردن» من مؤسسة أريج للصحافة الاستقصائية.
ونشأت في عائلة مكونة من ثمانية أفراد في قرية «ثغرة الجب» التابعة لمحافظة المفرق، وكانت عائلتها تؤمن بحق حصول الإناث على التعليم، فانتقلت إلى عمان لدراسة القانون، وحصلت على شهادة البكالوريوس من الجامعة الأردنية في العام 1996 الذي اعتبرته تخصصا أكاديما وليس حلما ترغب في إكمال مسيرتها المهنية من خلاله، بعكس الإعلان الذي وجدت نفسها فيه وتحقيقا لحلم الطفولة الذي بدأ عبر الإذاعة المدرسية التي كانت حاضرة فيها بشكل مميز.
إرادتها القوية وإصرارها على دخول مجال الإعلام جعلها تقف ضد اي عوائق وتحدّت جميع الظروف وتحفُّظ عائلتها بانخراطها بعمل ليس له مستقبل(كما كان يقال لها آنذاك)، وتفضيلهم للوظيفة الحكومية، وبادرت رغم ذلك للتقدم لإعلان يطلب معدي ومقدمي برامج لإذاعة مجتمعية، وهمها في تلك الفترة أن تثبت لعائلتها أنها ستكون ناجحة ومميزة في عملها وأن خيارها كان في محله.
وتسعى الروضان حاليا لتطوير مهارات وقدرات الشباب والشابات في المحافظات وتوفير فرص تدريبية لهم، حيث تعمل كمدربة إعلامية تركز على قضايا الإعلام والنوع الاجتماعي، ورفع مستوى الوعي حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، وكاتبة لقصص نجاح السيدات في المحافظات لتسليط الضوء على قصصهن ليصبحن نماذج وقدوة يحتذى بهن في مجتمعاتهن.
ودربت صحفيين وصحفيات في جميع أنحاء المملكة، لخلق جيل جديد منهم في تلك المحافظات لخدمة مجتمعاتهم وتقول الروضان: «يبدأ نجاح المرأة من داخلها وإيمانها بقدرتها على تحقيق أحلامها والتفوق في عملها وصولاً إلى الريادة، وترى أن الإعلام مسؤولية كبيرة في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع وخصوصاً النساء».