نيروز الإخبارية : لم يتوقع الشاب السعودي "عمر العطوي" البالغ من العمر 15 عاماً، أن هناك من يراقب تصرفاته وهو يجر الهجانة، وكان يتصرف بشكل طبيعي مؤدياً العمل الذي كان يشارك به، وممسكًا برسن إحدى الإبل في موقع التصوير بصحراء تبوك.
فقد اعتاد عمر على التعامل مع الإبل وأحبها منذ طفولته، وكان يقوم مع والده بمهام التحكّم بقطيع الإبل التي يتم استخدامها في تصوير فيلم "محارب الصحراء"، وتدريب أبطال المسلسل التاريخي الذي يحكي قصة من القرن السابع الميلادي على قيادتها، والتحكّم بها أثناء التصوير، ليبرز عمر يجر خطام ناقته تارة، ويحدو فوقها تارة أخرى.
كان المخرج البريطاني الشهير "روبرت" يراقب الفتى عن كثب، ليبلغه في نهاية المطاف، أنه يرشحه لتجسيد شخصية إياس الطائي في فيلم "محارب الصحراء" والذي يحكي ملحمة "ذي قار" التاريخية الشهيرة، والتي يتم تصويرها في السعودية، ويحكي الفيلم قصة ملحمة "ذي قار" الشهيرة، وتم تصويره في مدينتَي نيوم وتبوك، ويؤدي العطوي البالغ من العمر 15 عامًا دور "إياس بن قبيصة الطائي" الذي كان قائدًا عسكريًّا وأحد وجوه الحرب الرئيسية.
وحول تجربته الجديدة نقل موقع "العربية.نت" عن عمر العطوي قوله : إنه معتاد على التعامل مع الإبل منذ أن كان عمره 7 سنوات، كما أنه دخل في العديد من مسابقات الإبل وحقق العديد من المكاسب، وعن اختياره لتمثيل دور إياس الطائي أوضح، أنه كان أمرا غير متوقع وأنه تردد في البداية، ولكنه وجد الأمر مميزاً فوافق وبدأ في التصوير الذي استمر على مدى 4 أشهر من الصباح إلى المساء، تم خلالها تدريبه على كافة المهمات المطلوبة منه.
وتابع عمر الحديث: "ورثتُ حب الإبل بالقرب منها، فمنذ طفولتي وأنا أرافق والدي بشكل مستمر في عمله بمجال الهجامة، وأتمنى أن أصبح ممثلا وأدخل إلى مجال التمثيل السينمائي، فقد أعجبتُ بالشخصية التي مثلتها وقرأتُ عنها الكثير لأتمكن من إتقان الدور، في حين كنت أتوقف عن التصوير وقت الدراسة والاختبارات، ثم أعود للتصوير".
يُذكر أن معركة ذي قار، التي وقعت في أرض المملكة العربية السعودية، انتصر فيها العرب على الفرس قبل 1400 عام في معركة مصيرية، ظهروا فيها بكل شجاعة وعز، ولم يرضخوا فيها لعدو خارجي، إنما توحدوا وكسروا شوكة كسرى وجيوشه.
ويؤكد كُتّاب التاريخ أن المعركة كانت قبل هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بثمانية أعوام، وقد صنفت كأعظم انتصار عربي على الفرس في وقت الجاهلية القريبة من الإسلام، وهي المواجهة التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأنها: "ذاك يوم انتصفت فيه العرب من العجم".